في تطور مفاجئ وغير متوقع، كشف الفنان محمد رياض بطل مسلسل "قلع الحجر"، عن أزمة مالية كبيرة تواجه صناع الجزء الثاني من المسلسل، بالرغم من النجاح الذي حققه العمل في السباق الرمضاني الماضي، وعرضه على قنوات كبرى خلال شهر رمضان.
أجور غير مدفوعة رغم العرض التلفزيوني
وفي تصريحات خاصة لموقع "فيتو"، أوضح الفنان محمد رياض أن عددًا كبيرًا من العاملين في المسلسل لم يتقاضوا أجورهم حتى الآن، مشيرًا إلى أن الأمر لا يقتصر فقط على بعض الفئات، بل يشمل الفنيين، عمال الإضاءة، وحتى بعض الفنانين المشاركين في العمل.
وقال رياض: "لقد حصلت على جزء بسيط للغاية من أجري، لا يُمكن اعتباره تعويضًا حقيقيًا، بل يكاد يكون رمزيًا، وكأنني لم أتقاضَ شيئًا من الأساس"
وأضاف أن هناك زملاء لم يحصلوا على أي مقابل مادي حتى اللحظة، رغم مرور أكثر من شهر على انتهاء الموسم الرمضاني.
شكوى رسمية للنقابة
نتيجة لهذا الوضع، كشف رياض أن فريق العمل بالكامل، بمن فيهم فنانون وتقنيون، قاموا بتقديم شكوى رسمية إلى نقابة المهن التمثيلية، للمطالبة بمستحقاتهم المالية.
وأوضح أن النقابة بدأت بالفعل في دراسة الشكوى، والتواصل مع المنتجين للوصول إلى حل سريع، يحفظ حقوق العاملين ويضمن تعويضهم على الجهود الكبيرة التي بذلوها.
وتُعتبر هذه الخطوة بمثابة تحرّك قانوني منظم، يعكس مدى الإحباط الذي يشعر به صُنّاع العمل، بعد أن تم تجاهل مستحقاتهم رغم المجهود الفني الضخم المبذول في المسلسل.
عن مسلسل "قلع الحجر"
مسلسل "قلع الحجر" هو عمل درامي صعيدي، حقق نسب مشاهدة جيدة خلال عرضه في رمضان الماضي، وشارك في بطولته نخبة من كبار النجوم، منهم محمد رياض، سوسن بدر، عبد العزيز مخيون، لقاء سويدان، مفيد عاشور، سميرة عبد العزيز، مروة عبد المنعم، ومن إخراج حسني صالح.
تدور أحداث الجزء الأول من العمل في صعيد مصر وتحديدًا منطقتي النوبة وقمولة، ويتناول قضايا اجتماعية شائكة، على رأسها حقوق المرأة، والصراعات العائلية، والعدالة المجتمعية، وهو مستوحى من وقائع حقيقية.
أما الجزء الثاني، فيشهد تصاعدًا دراميًا، حيث يتعرض العمدة فرماوي (الذي يجسد دوره محمد رياض) لمحاولة قتل، في إطار استمرار الصراعات التي بدأت في الجزء الأول، وتطورات جديدة تكشف عن خيوط مؤامرة معقدة.
أزمة الإنتاج تطغى على النجاح الفني
رغم أن المسلسل لاقى إشادة من عدد كبير من النقاد والجمهور، خصوصًا بسبب طابعه الريفي الواقعي، والتصوير في أماكن طبيعية بصعيد مصر، إلا أن الأزمة الإنتاجية الحالية ألقت بظلالها على هذا النجاح.
وأبدى كثير من العاملين استياءهم من الوضع، مؤكدين أنهم بذلوا جهدًا كبيرًا على مدار شهور، من التصوير الشاق والتنقل بين مناطق نائية، دون أن يحصلوا على أي مقابل.
وبحسب مصادر داخل فريق العمل، فإن التأخير في صرف الأجور لا يعود فقط إلى المنتجين، بل ربما يشمل أيضًا مشكلات مالية متراكمة مع القنوات التي قامت بعرض المسلسل، مما أدى إلى تعطل عمليات الدفع.
من جانبها، لم تصدر نقابة المهن التمثيلية حتى الآن بيانًا رسميًا بشأن الخطوات التالية، لكن مصادر من داخل النقابة أكدت أن الشكوى قيد الدراسة، وأن هناك تضامنًا واسعًا من الفنانين مع زملائهم في المسلسل، من أجل الضغط على المنتجين للإفراج عن المستحقات المتأخرة.
ويُعد هذا الموقف تكرارًا لمشاكل سابقة شهدها الوسط الفني، حيث يتعرض الفنانون والفنيون أحيانًا لتأخير في صرف أجورهم، ما يثير التساؤلات حول ضمانات العقود وحقوق العاملين في المجال الفني.
مستقبل "قلع الحجر 2"
رغم النجاح الذي حققه المسلسل، فإن هذه الأزمة تهدد مستقبل الجزء الثالث أو أي أجزاء مستقبلية من العمل، حيث أبدى عدد من المشاركين في "قلع الحجر" رغبتهم في عدم تكرار التجربة إذا لم تُحل الأزمة الحالية.
ويبقى الأمر مرهونًا بتدخل عاجل من النقابة، وتحرك من الجهات المنتجة لضمان تسوية مالية عادلة.
أزمة مسلسل "قلع الحجر 2" تفتح ملفًا جديدًا حول معاناة العاملين في الصناعة الفنية، رغم الواجهة البراقة التي يظهرون بها للجمهور. وبين النجاح الجماهيري والتقدير النقدي، تظل الحقوق المالية أساس الاستمرارية لأي عمل، خصوصًا حين يتعلق الأمر بكفاح فني في ظروف تصوير صعبة مثل دراما الصعيد.