في خطوة منتظرة وطموحة، قرر مجلس إدارة نادي الزمالك، برئاسة حسين لبيب، مخاطبة الاتحاد المصري لكرة اليد للمطالبة بمشاركة الفريق الأول لكرة اليد بالنادي في بطولة كأس العالم للأندية، المقرر إقامتها على الأراضي المصرية في الفترة ما بين 26 سبتمبر إلى 2 أكتوبر 2025.
الزمالك يطرق باب مونديال اليد: هل يُشارك الأبيض في كأس العالم للأندية بمصر؟
قرار الزمالك يأتي ضمن تحرك محسوب، مدعوم باللوائح والسابقة التاريخية، ويستند إلى حق الدولة المنظمة في إشراك فريقين في البطولة، وهو ما يفتح الباب أمام الفريق الأبيض للعودة إلى الساحة العالمية في واحدة من أهم بطولات اللعبة على مستوى الأندية.
خلفية القرار: حق تنظيمي وليس رفاهية
وفقًا للوائح الاتحاد الدولي لكرة اليد (IHF)، يُسمح للدولة المنظمة لبطولة كأس العالم للأندية بمشاركة فريقين محليين، أحدهما يكون بطل السوبر القاري (وفي حالة إفريقيا، غالبًا يكون الأهلي أو الزمالك)، والآخر يتم ترشيحه من قبل الاتحاد المحلي للعبة.
وفي هذا السياق، يرى مسؤولو الزمالك أن الاتحاد المصري لكرة اليد يملك الصلاحية الكاملة لترشيح فريق آخر إلى جانب بطل السوبر، مستندين إلى تجربة دول عربية أخرى مثل قطر والسعودية، اللتين سبق لهما إشراك فريقين محليين عندما استضافتا البطولة، باعتبار أن التنظيم من حق الدولة وليس الأندية.
لماذا الزمالك تحديدًا؟
نادي الزمالك يمتلك تاريخًا طويلًا ومجيدًا في كرة اليد، حيث تُوّج بالعديد من الألقاب القارية والمحلية، ويضم في صفوفه نخبة من أبرز نجوم اللعبة في مصر وإفريقيا كما يُعد أحد أكثر الأندية جماهيرية، وهو ما يُعطي زخماً جماهيريًا وتسويقيًا لأي بطولة يشارك فيها.
بالإضافة إلى ذلك، فإن وجود الزمالك في المونديال يُعتبر فرصة ذهبية للاحتكاك الدولي مع أندية كبرى مثل برشلونة الإسباني وباريس سان جيرمان الفرنسي، مما يعود بالنفع على مستوى اللاعبين، ويُسهم في تطوير أداء المنتخب الوطني المصري أيضًا.
المبررات الفنية والتسويقية
فنيًا: مشاركة فريق مصري ثانٍ في البطولة، خاصة إذا كان بحجم الزمالك، يرفع من مستوى المنافسة، ويزيد من فرص احتكاك اللاعبين المحليين بأفضل لاعبي العالم هذا يعود بشكل مباشر على جاهزية لاعبي المنتخب المصري، وهو أمر في غاية الأهمية قبل البطولات الكبرى مثل أمم إفريقيا والأولمبياد.
تسويقيًا: وجود ناديين جماهيريين مثل الأهلي والزمالك في بطولة عالمية يقام على أرض مصر يضمن زخمًا إعلاميًا هائلًا، وحضورًا جماهيريًا قويًا، واهتمامًا أكبر من الرعاة والشركات الداعمة. فكلما زاد الحضور الجماهيري والتنافس المحلي، زادت القيمة التسويقية للبطولة.
دعم الدولة: لا يمكن إغفال الدعم الرسمي والاهتمام الكبير من الدولة المصرية بملف تنظيم البطولة، وهو ما يدفع في اتجاه تقديم نسخة تاريخية بكل المقاييس، تتطلب مشاركة أبرز الأسماء محليًا، وعلى رأسها الزمالك.
الخطاب الرسمي: الورقة الأولى في المعركة
بحسب مصادر إعلامية، فإن الزمالك بصدد إرسال خطاب رسمي خلال الأيام القليلة القادمة إلى الاتحاد المصري لكرة اليد، يطالب فيه بترشيحه كـ الفريق الثاني الممثل لمصر في مونديال الأندية.
الخطاب سيستند إلى عدة عوامل:
سابقة تنظيمية في دول أخرى
اللوائح الرسمية للاتحاد الدولي
القيمة الفنية والتسويقية للنادي
مصلحة اللعبة في مصر
ومن المتوقع أن يُصاحب الخطاب مستندات وأمثلة توثيقية لتجارب قطر والسعودية، وهو ما يعزز موقف الزمالك القانوني في هذا الملف.
التحديات المحتملة
رغم وضوح اللوائح، فإن الطريق قد لا يكون سهلًا أمام الزمالك، خصوصًا في حال تمسك الاتحاد المصري بترشيح فريق آخر، أو قرر تطبيق معايير محددة لاختيار الفريق الثاني.
إضافة إلى ذلك، قد تواجه إدارة الاتحاد ضغوطًا من أندية أخرى تطالب هي الأخرى بالمشاركة، بناءً على نتائج الدوري أو الكأس، ما قد يُدخل الملف في دائرة الجدل والمقارنات.
لكن تبقى شعبية الزمالك، وتاريخه، وخبرته القارية، كلها عوامل تضعه في مقدمة المرشحين، وتزيد من فرصته في الحصول على الضوء الأخضر للمشاركة.
هل نرى "الفرسان البيض" في المونديال؟
كرة اليد المصرية أمام فرصة ذهبية لإبراز قوتها وتنظيم بطولة عالمية تُسجّل في تاريخ اللعبة. مشاركة الزمالك إلى جانب بطل السوبر القاري لن تكون فقط إنصافًا لتاريخه، بل ستكون دفعة قوية للبطولة نفسها من الناحية الفنية والتسويقية.