أثار الإعلامي أحمد شوبير جدلًا واسعًا بتصريحاته الأخيرة التي وجه فيها انتقادات حادة إلى مخرجي مباريات كرة القدم في مصر، متهمًا إياهم بعدم التركيز على اللحظات الأهم في المباريات كاحتفالات الأهداف والتفاعل الجماهيري الحقيقي، وهو ما أثار ردود فعل متفاوتة على مواقع التواصل الاجتماعي، وكان من بين أبرز من رد على هذه التصريحات المخرج محمد نصر الذي سارع إلى توضيح موقفه ونفى مسؤوليته عن المباريات التي تطرق إليها شوبير، لتبدأ بذلك حلقة جديدة من النقاش حول أداء الإخراج الرياضي في الملاعب المصرية.

تصريحات شوبير المثيرة للجدل

كتب شوبير منشورًا عبر حسابه الرسمي على «فيس بوك» انتقد فيه الأسلوب الذي يتبعه بعض مخرجي المباريات، حيث قال إن المخرجين في مصر يركزون على لقطات لا تمت بصلة للحظة الحاسمة التي ينتظرها المشاهد، مؤكدًا أن المخرج يعرض مشهد حزن الفريق الخاسر قبل أن يُظهر فرحة الفريق الفائز، وهو عكس ما يحدث في دول العالم الأخرى، كما استشهد بمباراة شهيرة لفريق صن داونز أمام الأهلي، حيث تواجد أكثر من 60 ألف مشجع في المدرجات بينما ظل المخرج يعرض لقطات لعشرة أو خمسة عشر مشجعًا من جنوب إفريقيا طوال اللقاء.

رد محمد نصر على الاتهامات

لم يتأخر رد المخرج محمد نصر، أحد أبرز مخرجي مباريات كرة القدم في مصر، حيث كتب عبر صفحته الخاصة قائلاً:

  • إنه لم يكن المخرج المسؤول عن مباراة صن داونز

  • كما أنه لم يُخرج مباراة البنك الأهلي كما يظن البعض

  • وأكد أن النقد بهذا الشكل يضع الجميع في سلة واحدة

  • ويضر بسمعة المخرجين دون التحقق من التفاصيل

  • مشيرًا إلى أهمية دعم الكوادر الفنية بدلًا من الهجوم العشوائي.

تفاعل الجمهور مع الأزمة

جاءت ردود الأفعال الجماهيرية متباينة، فبين من رأى أن شوبير محق في ملاحظاته، خاصة أن الجمهور يبحث عن مشاعر الفوز واللقطات الجماعية التي تعبر عن فرحة الهدف، ومن رأى أن الهجوم كان مبالغًا فيه، وأن لكل مخرج زاوية رؤية تختلف حسب الموقف داخل الملعب، كما أشار البعض إلى:

  • ضرورة وجود ورش تطوير وتأهيل للمخرجين الرياضيين

  • أهمية استخدام التكنولوجيا الحديثة في نقل المباريات

  • مطالبة الإعلام بعدم التعميم في النقد الموجه للكوادر

  • تثمين دور بعض المخرجين الذين يقدمون أداء احترافيًا

موقف المخرجين من النقد الإعلامي

تعليق محمد نصر لم يكن الوحيد، فقد عبّر عدد من المخرجين عن استيائهم من طريقة تناول الإعلام لأدائهم، وأكدوا أن ظروف العمل داخل الملاعب المصرية لا تتيح دائمًا حرية التحكم في اللقطات بالشكل الأمثل، وأشاروا إلى أن:

  • بعض الملاعب تفتقر للبنية التحتية المناسبة للإخراج الجيد

  • هناك ضغوط زمنية وتقنية تؤثر على دقة العرض المباشر

  • لا يتم توفير التدريب والتطوير الدوري للكفاءات

  • غالبًا ما يتم تجاهل إشادة الجماهير عند تقديم عمل متميز.

تسلط الأزمة بين أحمد شوبير ومحمد نصر الضوء على التحديات التي تواجه مخرجي المباريات في مصر، وهي دعوة مهمة لإعادة النظر في بيئة العمل الفني وتقدير الجهود المبذولة خلف الكواليس، ورغم النقد المشروع الذي قد يطرحه الإعلام، تبقى الحاجة ماسة إلى التوازن في الطرح والدقة في الإشارة إلى المسؤوليات، حتى لا يتحول النقد إلى هجوم غير بناء يؤثر على سمعة الكوادر العاملة ويزيد من حالة الانقسام بين الإعلام والعاملين في مجال الرياضة.