في تطور جديد يعكس حجم التوتر المتصاعد بين إدارة نادي الزمالك ومسؤولي رابطة الأندية واتحاد الكرة المصري، أعلن مجلس إدارة القلعة البيضاء برئاسة حسين لبيب مقاطعة اجتماعات رابطة الأندية، المقررة اليوم الأحد، وكذلك الاجتماع المرتقب في 20 مايو الجاري داخل اتحاد الكرة، في خطوة تصعيدية تأتي رفضًا لما وصفته إدارة النادي بـ"غياب الحياد ومجاملات صارخة تؤثر على مبدأ تكافؤ الفرص".

 

وبحسب بيان رسمي صادر عن نادي الزمالك، فإن المجلس قرر بالإجماع عدم حضور اجتماع الرابطة، اعتراضًا على السياسات المتبعة خلال الفترة الأخيرة، والتي اعتبرها المجلس غير عادلة، وتفتقر للشفافية في إدارة المسابقات.

 

بيان نادي الزمالك: موقف حازم ضد "الظلم الرياضي"


وأوضح البيان أن النادي يرفض المشاركة في اجتماعات وصفها بـ"الصورية وغير المجدية"، والتي لا تخدم الأندية ولا تسهم في تطوير الكرة المصرية، بل على العكس، تؤدي إلى تعقيد الأمور وغياب العدالة، بحسب تعبير البيان.

 

وأضاف البيان: "في ظل قرارات وصفت بالمجحفة، فإن نادي الزمالك يرى أن استمرار المشاركة في تلك الاجتماعات يُعد تواطؤًا ضمنيًا مع منظومة لم تعد تراعي مبدأ العدالة ولا تكافؤ الفرص بين الأندية".

 

قرارات الدوري الأخيرة تشعل الغضب داخل القلعة البيضاء


وتأتي هذه المقاطعة في ظل ما اعتبره مسؤولو الزمالك سلسلة من القرارات المثيرة للجدل خلال الموسم الجاري من بطولة الدوري المصري الممتاز. حيث يرى مجلس إدارة النادي أن فريق الكرة تعرض لظلم واضح في بعض القرارات التحكيمية، فضلًا عن ما يعتبرونه "انحيازًا تنظيميًا" في توزيع المباريات وتحديد مواعيدها، الأمر الذي أثر بشكل مباشر على مشوار الفريق في البطولة.

 

وأكد مصدر داخل القلعة البيضاء أن إدارة النادي تشعر بـ"تجاهل واضح" من قبل الرابطة واتحاد الكرة لكل الاعتراضات التي سبق تقديمها، مشيرًا إلى أن القرارات المتخذة لا تراعي مبدأ المنافسة الشريفة.

 

من جهته، شدد المستشار حسين لبيب، رئيس نادي الزمالك، في تصريحات سابقة، على أن النادي لن يقبل المساس بكرامته أو تاريخه، مؤكدًا أن الفريق لطالما كان داعمًا للاستقرار الكروي، لكن ما يحدث حاليًا تجاوز كل الخطوط الحمراء، على حد تعبيره.

 

وأضاف: "نرفض الظلم ولن نشارك في مشهد لا يليق باسم الزمالك وتاريخه.. لسنا ضد أحد، لكننا مع الحق".

 

وقد أثار قرار الزمالك ردود فعل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين مؤيد للخطوة التصعيدية باعتبارها دفاعًا مشروعًا عن حقوق النادي، وبين من يرى أن الانسحاب من الاجتماعات قد يزيد من عزلة النادي عن دائرة التأثير، ويفتح المجال لمزيد من القرارات التي قد تكون أكثر قسوة في المستقبل.

 

البعض أشار أيضًا إلى أن الحل الأفضل كان في التفاوض المباشر والضغط من داخل الاجتماعات، لا بالانسحاب، بينما أصرّ آخرون على أن الزمالك لم يجد آذانًا صاغية، وبالتالي فإن المقاطعة جاءت بعد استنفاد كل الحلول الممكنة.

 

في الوقت الذي لم يصدر فيه تعليق رسمي حتى الآن من رابطة الأندية أو اتحاد الكرة، يرى مراقبون أن استمرار تصاعد الخلاف بين الزمالك ومؤسسات إدارة اللعبة قد يؤدي إلى مزيد من التعقيدات في المسابقة، خاصة إذا تبعت أندية أخرى موقف الزمالك وبدأت في اتخاذ خطوات مماثلة.

 

ويؤكد خبراء أن المرحلة المقبلة تتطلب حوارًا عاجلًا لاحتواء الأزمة قبل تفاقمها، خصوصًا في ظل ما تشهده الكرة المصرية من تحديات فنية وتنظيمية، تؤثر بشكل مباشر على شكل المنافسة وسمعة الدوري محليًا وإفريقيًا.

 

قرار مجلس إدارة نادي الزمالك بالمقاطعة يبدو، حتى اللحظة، نهائيًا ولا رجعة فيه، ما لم تحدث تطورات في مواقف الرابطة أو الاتحاد، تؤدي إلى استعادة الثقة وإعادة النظر في بعض الإجراءات التي أثارت حفيظة القلعة البيضا