أصدر مجلس إدارة نادي الزمالك برئاسة حسين لبيب بيانًا رسميًا أعلن فيه التقدم ببلاغ عاجل إلى النائب العام ضد إحدى شركات الاتصالات الكبرى، بعد بثها إعلانًا ترويجيًا اعتبرته إدارة النادي "مسيئًا" و"مهينًا لتاريخ النادي ورموزه"، في خطوة تعكس تشدد القلعة البيضاء في الحفاظ على مكانتها وحقوقها المعنوية أمام أي تجاوز إعلامي.

 

الإعلان يثير غضب الزمالك وجماهيره


وجاء الإعلان الذي تم بثه عبر منصات التواصل الاجتماعي وبعض القنوات الفضائية، ضمن حملة ترويجية لإحدى الشركات، ليُشعل موجة من الغضب بين جماهير الزمالك بعد أن تضمّن إيحاءات واضحة -وفق وصف النادي- تسخر من النادي وتاريخه، وتسيء إلى رموزه التاريخية التي تمثل أيقونات بارزة في تاريخ كرة القدم المصرية.

 

وأكد بيان الزمالك أن "الإعلان يحمل رسائل خفية تستهين بتاريخ النادي العريق، وتستخدم لغة غير مباشرة للإساءة للكيان الأبيض بطريقة غير مقبولة"، مشيرًا إلى أن "ما حدث تجاوز حدود التسويق والإبداع الإعلاني ليدخل في نطاق الاستفزاز المباشر لمشاعر ملايين من جماهير النادي في مصر وخارجها".

 

وأوضح مجلس الإدارة أن التحرك القانوني ضد الشركة ليس مجرد رد فعل عابر، بل خطوة محسوبة تستند إلى الأسس القانونية لحماية الكيان، مشددًا على أن "كرامة الزمالك وجماهيره خط أحمر، ولن يتم التغاضي عن أي إهانة أو محاولة للانتقاص من مكانته التاريخية".

 

وتابع البيان: "نادي الزمالك لن يتهاون في حقوقه، وسيتخذ جميع السبل القانونية الممكنة لمحاسبة كل من يثبت تورطه في هذه الحملة، التي تتجاوز حدود المنافسة الرياضية وتدخل في دائرة الإهانة العلنية لجهة رياضية وطنية".

 

وأضاف النادي أنه كلف الإدارة القانونية بمتابعة البلاغ بشكل دقيق، والتواصل مع الجهات المختصة، لسرعة التحقيق في الواقعة، وإيقاف أي محتوى مشابه في المستقبل، حفاظًا على السلم الرياضي والمجتمعي.

 

ردود أفعال جماهيرية واسعة


وعلى جانب آخر، تفاعل قطاع واسع من جماهير الزمالك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، معبرين عن غضبهم الشديد من محتوى الإعلان، ومطالبين بموقف صارم من إدارة النادي وأطلق مشجعون حملات إلكترونية تطالب بمقاطعة الشركة الراعية للإعلان، مؤكدين أن "الصمت عن هذا النوع من الإعلانات يفتح الباب لمزيد من الإساءات".

 

ووصف البعض الإعلان بأنه "سخرية متعمدة"، تهدف إلى التقليل من شأن النادي وتاريخه، في وقت يعيش فيه الزمالك فترة صعبة على المستويين الإداري والرياضي، الأمر الذي أثار شكوكًا حول توقيت بث الإعلان وما إذا كان مقصودًا لضرب الاستقرار داخل القلعة البيضاء.

 

وفي تصريحات خاصة من داخل النادي، أكد مصدر مسؤول أن "ما حدث لا يمكن اعتباره مجرد خطأ غير مقصود"، مشيرًا إلى أن الرسائل التي حملها الإعلان تعكس نية واضحة للسخرية من الزمالك، و"هذا أمر لا يمكن قبوله بأي شكل من الأشكال".

 

وأضاف: "النادي يمتلك تاريخًا حافلًا بالإنجازات المحلية والقارية، ومكانته محفوظة في قلوب جماهيره، ولن نسمح لأي جهة، مهما كان حجمها أو نفوذها الإعلامي، أن تمس تلك المكانة بسوء".

 

وتابع: "المجلس الحالي لديه إرادة قوية في استعادة هيبة الزمالك ومكانته، ومثل هذه الوقائع لا يمكن أن تمر دون رد قانوني ورسمي حازم".

 

وفي ختام بيانه، وجّه مجلس إدارة الزمالك رسالة إلى جماهيره، دعاهم فيها إلى التحلي بالهدوء والالتزام بالروح الرياضية، مؤكدًا في الوقت ذاته ثقته في أن الجهات الرسمية ستقوم بدورها الكامل في التحقيق واتخاذ ما يلزم من إجراءات تجاه الواقعة.

 

وقال البيان: "نثق في نزاهة الجهات القضائية، وفي أن العدالة ستأخذ مجراها ونؤكد أن كيان الزمالك ليس محلًا للتهكم أو الانتقاص، وسنظل ندافع عن تاريخه بكل ما نملك من أدوات قانونية وإعلامية".