شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا خلال الأسبوع المنتهي في 16 مايو 2025، متجهة نحو تسجيل أكبر خسارة أسبوعية منذ ستة أشهر. هذا التراجع يعكس تغيرات في العوامل الاقتصادية العالمية التي أثرت على جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن.

أسباب تراجع الذهب

1. ارتفاع الدولار الأمريكي

سجل مؤشر الدولار الأمريكي ارتفاعًا بنسبة 0.7% خلال الأسبوع، مما جعل الذهب المسعر بالدولار أكثر تكلفة للمستثمرين الأجانب. هذا الارتفاع يعكس قوة الاقتصاد الأمريكي وتوقعات بتثبيت أسعار الفائدة، مما يقلل من جاذبية الذهب كأداة تحوط ضد التضخم.

2. تحسن البيانات الاقتصادية الأمريكية

أظهرت البيانات الاقتصادية الأمريكية تحسنًا ملحوظًا، حيث ارتفعت مبيعات التجزئة بنسبة 0.4% في أكتوبر، متجاوزة التوقعات. هذا التحسن يعزز من توقعات استمرار النمو الاقتصادي، مما يقلل من الحاجة إلى الذهب كملاذ آمن.

3. تلميحات الفيدرالي الأمريكي

أشار رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، إلى أن البنك المركزي قد يتبنى نهجًا تدريجيًا في تعديل السياسة النقدية، مما يقلل من احتمالات خفض أسعار الفائدة بشكل سريع. هذا التوجه يعزز من قوة الدولار ويزيد من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب.

تأثير التراجع على الأسواق

انخفض سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1% ليصل إلى 2847.88 دولار للأونصة، مسجلًا أكبر تراجع أسبوعي منذ نوفمبر 2024. كما تراجعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 0.3% إلى 2886.80 دولارًا. هذا التراجع يعكس تغيرًا في توجهات المستثمرين نحو الأصول ذات العوائد المرتفعة.

التوقعات المستقبلية

في ظل استمرار قوة الدولار وتحسن البيانات الاقتصادية الأمريكية، من المتوقع أن يظل الضغط على أسعار الذهب قائمًا. ومع ذلك، قد تشهد الأسواق تقلبات في حال حدوث أي تغييرات مفاجئة في السياسة النقدية أو الأحداث الجيوسياسية.

يشير التراجع الأخير في أسعار الذهب إلى تأثير العوامل الاقتصادية العالمية على جاذبية المعدن الأصفر. بينما قد تستمر هذه الضغوط على المدى القريب، إلا أن الأسواق تترقب أي تغييرات قد تؤثر على توجهات المستثمرين. 

في الختام يعكس تراجع أسعار الذهب حالة من التذبذب التي تشهدها الأسواق المالية نتيجة لتغيرات متسارعة في المؤشرات الاقتصادية العالمية، خاصة قوة الدولار الأمريكي وتحسن البيانات الاقتصادية. وعلى الرغم من أن الذهب ظل لسنوات طويلة ملاذًا آمنًا للمستثمرين، فإن التطورات الحالية تشير إلى ضغط متزايد على المعدن النفيس في المدى القريب. ومع ذلك، يبقى الذهب خيارًا استراتيجيًا مهمًا في المحافظ الاستثمارية، خاصة في ظل الأوضاع الجيوسياسية والاقتصادية غير المستقرة، ما يجعل متابعة تحركاته أمرًا ضروريًا للمستثمرين وصناع القرار على حد سواء.