تشهد أروقة نادي الزمالك حالة من الجدل والانقسام الداخلي بشأن فكرة إعادة لاعب الوسط السابق طارق حامد إلى صفوف الفريق الأول لكرة القدم خلال المرحلة المقبلة، في ظل بحث الإدارة عن تعزيز صفوف الفريق بعناصر تمتلك الخبرة والقدرة على قيادة المجموعة الشابة.

 

بحسب مصدر موثوق داخل النادي، فإن الآراء متضاربة بين المسؤولين حول مدى جدوى خطوة استعادة طارق حامد فهناك تيار داخل مجلس الإدارة والجهاز الفني يرفض الفكرة تمامًا، معتبرًا أن اللاعب لم يعد يمتلك اللياقة البدنية العالية التي اشتهر بها خلال سنوات تألقه مع الفريق، لا سيما أنه يبلغ من العمر الآن 35 عامًا تقريبًا.

 

ويرى هذا التيار أن طارق لم يعد الخيار الأمثل للمستقبل، خاصة في ظل اعتماد الفريق حاليًا على مجموعة من العناصر الشابة في وسط الملعب، مثل نبيل عماد دونجا، وسيف فاروق جعفر، وسيد عبد الله نيمار، الذين أثبتوا جدارتهم في العديد من المباريات.

 

كما يشير هذا الفريق إلى أن اللاعب قضى موسمين خارج الزمالك، وافتقد حساسية المباريات المحلية ومستوى التنافس في الدوري المصري، الأمر الذي قد يجعل عودته غير متوافقة مع خطة الإحلال والتجديد التي يسعى إليها النادي.

 

في المقابل، هناك فريق آخر داخل الزمالك يُبدي ترحيبًا كبيرًا بفكرة عودة طارق حامد، مؤكدين أن اللاعب لا يزال قادرًا على العطاء في الملاعب، خاصة في ظل احتفاظه بروح قتالية عالية وخبرة طويلة على المستوى المحلي والإفريقي.

 

ويؤمن هذا الفريق بأن طارق حامد قادر على تقديم الإضافة الفنية والنفسية للفريق، ويمثل عنصرًا قياديًا وسط المجموعة الحالية التي تفتقر إلى أصحاب الخبرات، خصوصًا في المباريات الكبرى والمواجهات المصيرية في دوري أبطال إفريقيا والدوري الممتاز.

 

ويستشهد هؤلاء بأداء طارق القوي خلال مشواره في الدوري السعودي مع أندية الاتحاد ثم ضمك، مؤكدين أن اللاعب حافظ على مستوى ثابت من اللياقة البدنية والانضباط التكتيكي، كما خاض مباريات أمام فرق قوية في دوري محترف، ما يعكس قدرته على التأقلم السريع حال عودته.

 

من الناحية الواقعية، يعاني الزمالك بالفعل من أزمة في مركز لاعب الوسط المدافع، خصوصًا بعد الإصابات المتكررة التي ضربت بعض اللاعبين، وتذبذب مستوى الآخرين وهو ما يجعل خيار ضم لاعب بخبرة طارق حامد مطروحًا، ولو على سبيل صفقة قصيرة الأجل لدعم الفريق حتى نهاية الموسم أو لموسم إضافي واحد فقط.

 

ويعتقد مؤيدو هذا الخيار أن الصفقة لا تمثل عبئًا ماليًا كبيرًا على النادي، خاصة أن اللاعب متاح حاليًا في صفقة انتقال حر بعد نهاية عقده في الدوري السعودي، وهو ما قد يسمح للنادي بإبرام التعاقد بشروط مالية مناسبة لطبيعة الميزانية الحالية.

 

موقف اللاعب من العودة


من جهته، لم يصدر طارق حامد أي تصريح رسمي حتى الآن بشأن إمكانية العودة إلى الزمالك، لكنه كان قد أكد في أكثر من مناسبة سابقة أنه لن يرفض العودة إلى بيته الأول إذا طلب منه ذلك، مشيرًا إلى أن "الفريق الأبيض دائمًا في القلب" على حد وصفه.

 

ويتمتع طارق بعلاقة قوية مع جماهير الزمالك، التي ما زالت تتذكر له أداءه البطولي في البطولات الكبرى، ومشاركاته المؤثرة في التتويج بالدوري وكأس مصر والكونفدرالية والسوبر المصري والإفريقي.

 

تشير بعض التقارير إلى أن هناك سيناريو ثالث مطروح داخل النادي، وهو الاتفاق مع طارق على العودة بعقد قصير الأجل مع بند تقييم بعد نهاية الموسم، بحيث يتم الحكم على مدى استفادة الفريق من خدماته دون التأثير على الاستقرار الفني الحالي أو تعطيل تطور اللاعبين الصاعدين.

 

هذا السيناريو قد يكون الأقرب للواقع إذا وافق اللاعب على تقليل مطالبه المالية والقبول بدور قد لا يكون أساسيًا في كل المباريات.


يبقى مستقبل طارق حامد مع الزمالك محاطًا بالغموض، في ظل حالة الانقسام الواضحة داخل النادي، وغياب الحسم النهائي حتى اللحظة وبين من يرى أنه رمز يجب أن يعود لإنهاء مسيرته في بيته، ومن يعتبر أن زمنه قد ولى، فإن الأيام القادمة ستكشف إن كان "المحارب" سيعود من جديد لقيادة خط الوسط الأبيض، أم أن العلاقة التي امتدت لسنوات طويلة قد طويت صفحتها إلى الأبد.