شهدت الساحة الكروية المصرية خلال الفترة الماضية تصعيداً ملحوظاً في وتيرة التوتر بين قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك، بعد فترة هدوء نسبي تزامنت مع انتخاب مجلس إدارة جديد للزمالك برئاسة حسين لبيب في أكتوبر 2023.

 

3 ضربات قوية من محمود الخطيب تهز إدارة الزمالك وتعيد الأهلي إلى الواجهة

لكن رئيس الأهلي، محمود الخطيب، وجّه ثلاث ضربات متتالية لإدارة الزمالك، أحدثت ضجة جماهيرية وإعلامية واعتُبرت انتصارات ساحقة في صراع النفوذ داخل الكرة المصرية.

 

الأزمة الأولى: الانسحاب.. ثم الانتصار القانوني

القصة بدأت يوم 11 مارس الماضي، عندما رفض الأهلي خوض مباراة القمة ضد الزمالك ضمن الجولة الأولى من مجموعة التتويج بالدوري المصري، احتجاجاً على عدم تعيين حكام أجانب للمباراة، رغم وجود خطاب رسمي من رابطة الأندية المصرية يؤكد اعتماد هذا المبدأ.

 

في المقابل، أبدى الزمالك استعداده للعب بالمصريين، وتوجه إلى الملعب في الموعد المحدد، بينما غاب الأهلي، مما دفع لجنة المسابقات إلى اعتبار الأهلي منسحباً، وقررت خسارته المباراة بنتيجة 3-0 وخصم ثلاث نقاط من رصيده في جدول الترتيب وفقاً للوائح.

 

لكن الأهلي لم يقف مكتوف الأيدي، بل تحرك بشكل قانوني وقدم شكاوى للجنة الأولمبية المصرية ولجنة الاستئناف باتحاد الكرة ورغم أن أغلب التوقعات ذهبت إلى أن العقوبة ستثبت، جاءت المفاجأة يوم 30 مارس، عندما قررت رابطة الأندية، برئاسة أحمد دياب، إلغاء خصم النقاط الثلاث من رصيد الأهلي، لتعد هذه الخطوة نقطة تحول في مسار المنافسة على لقب الدوري، مما عزز من حظوظ الأهلي في استعادة اللقب المحلي.

 

هذا القرار وصف إعلامياً بأنه انتصار قانوني مدوٍ للخطيب، أعاد الأهلي إلى سباق البطولة، وأظهر قوة موقفه داخل أروقة صنع القرار في الكرة المصرية.

 

الصفعة الثانية: زيزو بالزي الأحمر

الضربة الثانية لم تقل صدمة عن الأولى، فقد نجح الأهلي في التعاقد مع أحمد سيد "زيزو"، نجم الزمالك وأحد أعمدته الأساسية، في صفقة مجانية ستدخل حيّز التنفيذ مع نهاية عقد اللاعب بنهاية الموسم الحالي.

 

زيزو، الذي انضم للزمالك في يناير 2019، ظل عنصراً مؤثراً في تشكيل الفريق الأبيض، وكان من أبرز اللاعبين في الدوري المصري خلال السنوات الأخيرة، ما جعل انتقاله للأهلي بمثابة ضربة موجعة لجماهير الزمالك التي تعتبره أحد رموز الفريق في الفترة الأخيرة.

 

صفقة زيزو اعتبرت بمثابة صفعة كروية موجعة لإدارة الزمالك، إذ لم تنجح في تجديد عقد اللاعب أو الحفاظ عليه حتى اللحظة الأخيرة، بينما استغل الأهلي الموقف قانونياً واقتصادياً ليخطف واحداً من أبرز نجوم منافسه التقليدي دون أي مقابل مادي.

 

الجماهير الحمراء تنتظر الإعلان الرسمي عن الصفقة، والتي تُعد واحدة من أكثر الصفقات إثارة في تاريخ انتقالات اللاعبين بين القطبين.

 

المعركة الثالثة: تثبيت دياب رغم معارضة الزمالك

أما المعركة الثالثة التي سجل فيها الخطيب انتصاراً جديداً فجاءت في كواليس رابطة الأندية المصرية، التي شهدت مؤخراً اجتماعاً لتجديد الثقة في رئيسها أحمد دياب.

 

الزمالك قرر مقاطعة الاجتماع اعتراضاً على سياسات الرابطة، وراهن على أن تغيبه قد يؤدي إلى فشل الاجتماع أو إلى تقويض شرعية قراراته غير أن الأهلي كان حاضراً بقوة في الاجتماع ممثلاً بعضو مجلس إدارته الدكتور محمد شوقي، ونجح في حشد دعم واسع من أندية الدوري، حيث وقعت أغلب الفرق على تفويض لتجديد الثقة في دياب ومجلسه.

 

هذه الخطوة عززت من مكانة الأهلي في الكواليس الإدارية، ورسخت نفوذ الخطيب في المشهد، خاصة بعد أن تم الربط بين تجديد الثقة لدياب وتوجهات الأهلي المؤيدة له، في مقابل اعتراضات الزمالك.