واصل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأربعاء تصريحاته المثيرة للجدل بشأن العدوان المتواصل على قطاع غزة، مؤكدًا وفق مزاعمه أن إسرائيل "متأكدة من بقاء 20 رهينة على قيد الحياة داخل القطاع، مقابل 38 آخرين يُعتقد أنهم قتلوا"، مضيفًا: "سنستعيدهم جميعًا".
وفي مؤتمر صحفي عقده بالقدس المحتلة، قال نتنياهو: "في نهاية العملية ستكون مناطق غزة تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية"، في إشارة واضحة إلى نية تل أبيب الإبقاء على وجودها العسكري في القطاع حتى بعد انتهاء الحرب، في تحدٍ صارخ للمجتمع الدولي ولأصوات تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار.
ضمن تصريحاته، اتهم نتنياهو حركة حماس باستخدام أموال المساعدات الإنسانية التي تصل إلى غزة، في تجنيد عناصر جدد، على حد زعمه، دون تقديم أي أدلة ملموسة، وهو ما اعتبره مراقبون محاولة لتبرير الممارسات الإسرائيلية بحق المدنيين، والتضييق على تدفق المساعدات الدولية.
كما أشار رئيس وزراء الاحتلال إلى أنه على استعداد لإنهاء الحرب، لكنه ربط ذلك بشرطين أساسيين:
ضمان أمن إسرائيل
خروج قادة حماس من قطاع غزة
وهي شروط يراها محللون بأنها غير واقعية سياسيًا وعسكريًا، وتؤكد أن النية الحقيقية لنتنياهو وحكومته المتطرفة هي إطالة أمد الحرب والبقاء في غزة تحت غطاء "محاربة الإرهاب".
في تطور ميداني خطير، أطلق جنود الاحتلال النار على وفد دبلوماسي أوروبي وعربي مكوّن من 25 سفيرًا ودبلوماسيًا، أثناء زيارتهم لمدينة جنين في شمال الضفة الغربية.
وبحسب التقارير الصادرة من عدة مصادر دبلوماسية، فإن إطلاق النار كان مباشرًا ومتعمدًا، ما يعد تجاوزًا كبيرًا للأعراف الدولية ويُهدد بتصعيد التوترات الدبلوماسية بين إسرائيل وعدد من الدول الأوروبية والعربية.
ولم ترد حتى الآن معلومات عن وقوع إصابات، إلا أن الحادثة أثارت استياءًا واسعًا في الأوساط السياسية الأوروبية.
انتقادات أوروبية متزايدة: “نتنياهو يستخدم التجويع سلاحًا”
وفي السياق ذاته، صرحت مانون أوبري، النائبة في البرلمان الأوروبي، أن نتنياهو يستخدم التجويع كسلاح حرب ضد المدنيين في قطاع غزة، في انتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني.
وأضافت أوبري في تصريحاتها: "الاتحاد الأوروبي تأخر كثيرًا في مراجعة اتفاقية الشراكة مع إسرائيل، ولا وقت نضيعه، بينما يُقتل الناس في غزة كل يوم"
وطالبت أوبري بضرورة أن يتحرك الاتحاد الأوروبي بشكل أكثر صرامة وفعالية، مؤكدة أن استمرار الشراكة مع حكومة ترتكب "جرائم واضحة ضد الإنسانية" أمر يتعارض مع القيم الأوروبية المعلنة.
في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة منذ أكثر من سبعة أشهر، يعاني القطاع من كارثة إنسانية شاملة، مع تدمير المستشفيات والبنية التحتية ونزوح أكثر من مليون شخص، وسط شلل سياسي دولي في التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
كما تواجه حكومة نتنياهو ضغوطًا داخلية وخارجية متصاعدة، لا سيما في ظل تراجع شعبيته وارتفاع التكلفة البشرية والسياسية للحرب، إضافة إلى تصاعد الأصوات الدولية المطالبة بمحاسبة إسرائيل على جرائم الحرب، بما في ذلك تجويع المدنيين واستهداف البنى التحتية الإنسانية.