في لحظة طال انتظارها، يستعد نادي بيراميدز لخوض واحدة من أهم المباريات في تاريخه، عندما يواجه فريق ماميلودي صن داونز الجنوب إفريقي، السبت المقبل، في ذهاب نهائي دوري أبطال إفريقيا على ملعب "لوفتس فيرسفيلد" بمدينة بريتوريا، على أن تلعب مباراة الإياب مساء الأحد الأول من يونيو على استاد الدفاع الجوي بالقاهرة.
هذه المرة، لا يتعلق الأمر بمباراة عادية في سجل المشاركات الإفريقية، بل بنهائي الحلم، ومحاولة وضع اسم بيراميدز لأول مرة في سجل أبطال القارة السمراء، بعد سنوات من البناء والاستثمار والطموح المتواصل.
بيراميدز يبحث عن التتويج الأول
منذ تأسيسه، فرض بيراميدز نفسه كقوة صاعدة في الكرة المصرية، لكن الطموح دائمًا ما كان يتجاوز حدود المنافسة المحلية، ليصل إلى منصة التتويج القاري وبعد الوصول إلى نهائي كأس الكونفدرالية عام 2020 والخروج بخسارة أمام نهضة بركان المغربي، يسعى الفريق السماوي هذه المرة لتصحيح المسار وحفر اسمه بأحرف من ذهب في سجلات دوري الأبطال.
مع بلوغه النهائي، يصبح بيراميدز ثالث فريق مصري فقط يصل إلى هذه المرحلة من البطولة، بعد الأهلي والزمالك، وهو ما يمنح اللقاء بُعدًا تاريخيًا، ويحمله بمسؤولية تمثيل الكرة المصرية في مواجهة أحد أقوى أندية جنوب إفريقيا.
وإذا كان بلوغ النهائي إنجازًا في حد ذاته، فإن التغلب على صن داونز يمثل تحديًا إضافيًا، نظرًا لسجل بيراميدز المتواضع أمام الفرق الجنوب إفريقية ففي ست مواجهات سابقة أمام ثلاثة أندية مختلفة من جنوب إفريقيا، فاز بيراميدز في مباراة واحدة فقط، بينما خسر اثنتين وتعادل في ثلاث.
تلك المواجهات كشفت عن صعوبة اللعب أمام فرق تملك تنظيمًا عاليًا ولياقة بدنية قوية، إلى جانب الخبرة القارية، وعلى رأسها فريق صن داونز، الذي يُعد من المرشحين الدائمين للقب، وسبق له التتويج به عام 2016.
تفاصيل مواجهات بيراميدز السابقة تشير إلى أن الفريق لم يحقق أي فوز خارج مصر على الأندية الجنوب إفريقية، وهو ما يزيد من أهمية تحقيق نتيجة إيجابية في بريتوريا لتسهيل مهمة الإياب بالقاهرة.
أمام مارومو جالانتس في الكونفدرالية، تعادل بيراميدز في القاهرة وخسر في جنوب إفريقيا. وفي النسخة الماضية من دوري الأبطال، واجه صن داونز وتعادل معه ذهابًا بدون أهداف، ثم خسر إيابًا في القاهرة وفي النسخة الحالية، التقى مع أورلاندو بايرتس، وتعادل ذهابًا خارج الديار، قبل أن يفوز عليه بصعوبة في القاهرة بثلاثة أهداف مقابل اثنين.
أرقام تعكس التحدي، لكنها لا تعني استحالة المهمة. فبيراميدز اليوم يملك عناصر أكثر خبرة، ولاعبين اعتادوا على أجواء المباريات الكبرى، فضلًا عن جهاز فني يعرف كيف يدير المواجهات القارية بذكاء.
يعرف فريق صن داونز بقوته في البطولات الإفريقية، وبأسلوبه الهجومي السريع، كما أنه يملك قاعدة جماهيرية كبيرة وخبرة تراكمت عبر سنوات من التواجد في البطولات القارية كما أن اللعب على أرضه في ذهاب النهائي يمنحه ميزة نسبية، لا سيما مع ارتفاع نسبة الفوز على الفرق القادمة من شمال القارة.
لكن ما قد يميز بيراميدز في هذه المواجهة هو الحافز النفسي، ورغبة اللاعبين في كتابة فصل جديد في تاريخ النادي، خاصة مع اقتراب نهاية الموسم، وحرص الجميع على إنهائه بتتويج يخلد هذه المجموعة من اللاعبين.
بغض النظر عن نتيجة الذهاب، فإن لقاء الإياب في القاهرة سيكون الحاسم، وسيحمل طابعًا جماهيريًا خاصًا، خاصة أن استاد الدفاع الجوي سيشهد، للمرة الأولى في تاريخه، استضافة نهائي دوري الأبطال.
وسيكون على بيراميدز أن يستفيد من الحضور الجماهيري والدعم النفسي الكبير، في حال تمكن من الخروج من مباراة الذهاب بنتيجة تحفظ له فرص التتويج، ولو حتى بأقل الأضرار.