تنطلق يوم الخميس الموافق 29 مايو 2025 امتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية، حيث يبدأ طلاب القسم العلمي أولى اختباراتهم بمادتي القرآن الكريم والحديث الشريف، في أجواء يغلب عليها الترقب والجدية، تحت إشراف ومتابعة مكثفة من قيادات الأزهر الشريف، ممثلة في الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، والشيخ أيمن عبدالغني، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية.

 

الاستعدادات هذا العام لم تقتصر على الجانب الإداري فقط، بل شملت تطويرًا شاملًا في آلية التعامل مع الامتحانات، بهدف توفير بيئة تربوية آمنة تُساعد الطلاب على أداء الامتحانات بهدوء وثقة وأكدت قيادات الأزهر أن جميع الإجراءات التنظيمية وُضعت بهدف تعزيز الانضباط وضمان تكافؤ الفرص بين الطلاب.

 

وصرّح الدكتور محمد الضويني بأن التحضير لامتحانات هذا العام بدأ منذ وقت مبكر، وشمل تجهيز اللجان، وتدريب العاملين، والتأكد من جاهزية مقار الامتحانات في مختلف المحافظات كما أشار إلى أن الامتحانات صُممت لتقيس الفهم والاستيعاب والتحليل، بعيدًا عن الحفظ والتلقين، في محاولة حقيقية لتطوير المنظومة التعليمية الأزهرية من الجذور.

 

بلغ عدد الطلاب المتقدمين للامتحانات هذا العام نحو 173,808 طالب وطالبة، موزعين على 577 لجنة على مستوى الجمهورية. وشدد وكيل الأزهر على أن قطاع المعاهد الأزهرية وفّر أجواء مناسبة للطلاب تساعدهم على التركيز والهدوء، مثمنًا التزام طلاب السنوات السابقة، ومشيدًا بنموذجهم المشرف الذي يعكس صورة إيجابية لمؤسسة الأزهر.

 

لأول مرة، يستمر الأزهر في دعم الطلاب عبر مبادرة "معًا نتعلم"، التي توفر محتوى تعليميًا مجانيًا على منصات إلكترونية، يتضمن دروسًا مباشرة ومسجلة، ومراجعات شاملة، ونماذج تدريبية لجميع المواد هذه الخطوة جاءت لتواكب العصر الرقمي وتخفف العبء عن الطلاب، خاصة في المناطق النائية أو التي تعاني من نقص الموارد.

 

من جانبه، أوضح الشيخ أيمن عبدالغني، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، أن الامتحانات تُعقد هذا العام بنظام "البوكليت"، الذي يدمج ورقتي الأسئلة والإجابة في كراسة واحدة الهدف من هذا النظام هو تقليل فرص الغش وضمان انضباط سير الامتحانات.

 

كما أكد أن تأمين الامتحانات يبدأ من إعداد الأسئلة داخل غرف مغلقة، ثم طباعتها بسرية تامة، ونقلها إلى اللجان تحت حراسة مشددة وقد تم حظر دخول الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية بشكل نهائي، مع وجود أدوات تفتيش وتفقد دقيقة داخل اللجان.

 

ولم يقتصر الأمر على الطلاب، بل شمل أيضًا تدريب المراقبين ورؤساء اللجان على آليات كشف الغش الإلكتروني، وتم توزيع أجهزة كشف معادن في بعض اللجان ذات الطبيعة الخاصة  وتم تفعيل غرف عمليات مركزية لمتابعة سير الامتحانات بشكل مباشر، والاستجابة السريعة لأي طارئ قد يحدث.

 

في إطار سعي قطاع المعاهد الأزهرية لضمان الشفافية، تم اختيار المراقبين من خارج المعاهد الأصلية للطلاب، وتم اعتماد نظام إشراف مركزي وفرعي لمتابعة سير الامتحانات كما تم الإعلان عن آليات تظلم مرنة تتيح للطلاب الاعتراض في حال وجود أخطاء واضحة، وذلك في إطار من الموضوعية والعدل.

 

تشهد امتحانات هذا العام بعض التعديلات المهمة في توزيع الدرجات والمقررات، خاصة لطلاب النظامين القديم والحديث بالقسم الأدبي:

 

الراسبون في النظام القديم سيؤدون امتحان "الفلسفة والمنطق" للمرة الأخيرة هذا العام، حيث تُستبدل بمادة "الإحصاء" بداية من العام المقبل.

 

مادة اللغة الأجنبية الثانية (الفرنسية) تدخل في المجموع الكلي هذا العام فقط للقسم الأدبي، ليصبح المجموع النهائي 630 درجة.

 

طلاب النظام الحديث يمتحنون "الإحصاء" هذا العام بدلًا من الفلسفة، لكنها لا تدخل في المجموع، بينما تُحسب مادة اللغة الأجنبية الثانية كنجاح ورسوب فقط.

 

القسم العلمي يشهد تقسيم امتحان الرياضيات إلى ورقتين: "الرياضيات البحتة" و"الرياضيات التطبيقية"، مع تخصيص جزء من امتحان الأحياء حول "الجيولوجيا" لطلاب النظام الجديد.