بدأت ملامح صراع جديد تتشكل بين المنتخبين المغربي والفرنسي حول موهبة نادي ليل الصاعدة، أيوب بوعدي، لاعب خط الوسط الذي لمع اسمه هذا الموسم في الدوري الفرنسي ودوري أبطال أوروبا، وبدأ يلفت الأنظار على نطاق واسع بفضل مهاراته العالية وقدرته على التحكم بالكرة وصناعة اللعب رغم صغر سنه.

 

بوعدي، المولود في فرنسا بتاريخ 2 أكتوبر 2007 لأبوين مغربيين، يعد من أبرز الأسماء الواعدة في كرة القدم الفرنسية حاليًا، وقد لفت أنظار الأندية الأوروبية الكبرى إلى جانب الجهاز الفني للمنتخب الفرنسي الأول بقيادة ديدييه ديشامب، الذي يخطط لضمه سريعًا إلى تشكيلة "الديكة" لتأمين مستقبله الدولي مع فرنسا ومنعه من السير على خطى نجوم آخرين اختاروا اللعب لمنتخبات بلدانهم الأصلية، مثل أشرف حكيمي وبلال الخنوس.

 

وبحسب تقارير إعلامية فرنسية، فإن ديشامب يراقب تطور بوعدي عن كثب، ويفكر جدياً في توجيه دعوة رسمية له للالتحاق بالمنتخب الأول خلال الأشهر القليلة القادمة، وذلك بعد أيام فقط من نجاحه في ضم ريان شرقي، النجم ذو الأصول الجزائرية، للمشاركة في نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية في يونيو المقبل.

 

وتأتي هذه الخطوة بعد أن سبق للجهاز الفني للمنتخب الأولمبي الفرنسي (تحت 21 سنة) أن استدعى بوعدي للمشاركة في يورو 2025، رغم كونه أصغر سنًا من الفئة العمرية المحددة، وهو ما يبرز مدى الإعجاب الكبير بإمكاناته ورغبة الاتحاد الفرنسي في منحه الأولوية الدولية.

 

ويبدو أن المنتخب المغربي بقيادة وليد الركراكي كان يخطط هو الآخر لاستدعاء بوعدي في فترة التوقف الدولي المقبلة، إلا أن اللاعب لم يبد رغبة واضحة في تمثيل "أسود الأطلس"، بل فضل الانضمام إلى المنتخب الأولمبي الفرنسي، مما اعتبره الإعلام الفرنسي خطوة أولى نحو تثبيت جنسيته الرياضية الفرنسية.

 

فرنسا لم تتوقف عند بوعدي فقط، فالقائمة الأولمبية التي ستخوض أربع مباريات في يونيو المقبل، من بينها مباراة ودية ضد أوزبكستان في الرابع من الشهر ذاته، ستضم أيضاً الجزائري الأصل ماغنيس أكليوش لاعب وسط موناكو، في استمرار لسياسة استقطاب المواهب من أبناء المهاجرين.

 

وبالنظر إلى ما قدمه بوعدي خلال الموسم الجاري، فقد شارك في 36 مباراة مع ليل، من بينها 9 مباريات في دوري أبطال أوروبا، وساهم بشكل مباشر في بلوغ فريقه دور الـ16 قبل الخروج على يد بوروسيا دورتموند، هذه الأرقام تعكس نضجه الكروي السريع، وتجعل منه هدفًا استراتيجيًا لأي منتخب.

 

الغموض لا يزال يحيط بقرار بوعدي النهائي بشأن المنتخب الذي سيمثله، لكن المؤشرات الحالية تميل إلى فرنسا، خصوصًا بعد التحرك السريع من ديشامب ومساعديه، في وقت بدأت فيه وسائل الإعلام المغربية التعبير عن قلقها من خسارة جوهرة جديدة لصالح الكرة الفرنسية.

 

الصراع على بوعدي يعيد إلى الواجهة النقاش المتجدد حول هجرة المواهب الكروية من بلدان شمال إفريقيا، والسباق المحتدم بين منتخبات أوروبية وعربية لكسب خدمات اللاعبين مزدوجي الجنسية.