في لحظة درامية ومؤثرة، أظهرت مذيعة قناة CNN Türk، ميلتم بوزبي أوغلو، تماسكًا استثنائيًا وهي تواصل بث نشرة الأخبار مباشرة على الهواء، في الوقت الذي كان فيه زلزال عنيف بقوة 6.2 درجة يضرب مدينة إسطنبول ظهر يوم الأربعاء 23 أبريل.

 

ووثقت كاميرات البث المباشر اللحظات الحرجة داخل الاستوديو، حيث ظهرت المذيعة وهي تحاول ضبط أعصابها رغم اهتزاز الأرض والمعدات من حولها. في لحظة مؤثرة، التفتت إلى أحد المنتجين قائلة: "هل يمكنك الوصول إلى والدتي والاتصال بها؟"، في مشهد أثار تعاطفًا واسعًا من الجمهور، ولاقى انتشارًا كبيرًا على منصات التواصل الاجتماعي.

 

وبحسب ما أعلنه وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، فإن الزلزال وقع في تمام الساعة 12:43 ظهرًا، واستمر لمدة 13 ثانية، محدثًا حالة من الذعر والفوضى في العاصمة الاقتصادية لتركيا.

 

وتبعت الزلزال أكثر من 50 هزة ارتدادية، بلغت قوة بعضها 5.9 درجات، ما أدى إلى تصاعد المخاوف من تكرار زلازل مدمرة كالتي شهدتها تركيا في السنوات الماضية.

 

وقال مكتب محافظ إسطنبول في بيان رسمي إن الزلزال أسفر عن إصابة ما لا يقل عن 150 شخصًا، معظمهم أصيبوا خلال محاولات الفرار، أو بسبب الذعر والقفز من النوافذ والأماكن المرتفعة.

 

في أعقاب الزلزال، خرج آلاف المواطنين من المنازل والمباني الإدارية، وتجمع كثيرون في الساحات العامة والحدائق، بينما شوهد آخرون وهم ينصبون خيامًا مؤقتة تحسبًا لأي هزات لاحقة.


وشهدت بعض الشوارع اختناقات مرورية نتيجة التدافع والخوف، فيما توقفت خدمات النقل العام مؤقتًا لحين تقييم الأضرار.

 

في أول تعليق رسمي، طمأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المواطنين، مؤكدًا عدم تسجيل خسائر مادية جسيمة حتى اللحظة، وقال خلال مشاركته في فعالية بمناسبة "عيد السيادة الوطنية ويوم الطفل": "نسأل الله أن يحفظ بلادنا وشعبنا من جميع الكوارث والمصائب"، مضيفًا أن الجهات المعنية تتابع تطورات الموقف عن كثب، وتم تفعيل غرف الطوارئ في جميع الولايات المتأثرة.

 

الواقعة التي عاشتها ميلتم بوزبي أوغلو تمثل صورة حية لقوة المهنة الإعلامية في مواجهة الظروف القاسية، حيث حازت على إشادات واسعة من صحفيين ومتابعين حول العالم، واعتُبرت نموذجًا للثبات المهني الإنساني في أحلك اللحظات.

 

وتحولت المذيعة إلى رمز للتضحية المهنية، حيث واصلت تغطية الخبر بينما كانت هي نفسها جزءًا من الحدث، تحمل مشاعر القلق على والدتها والمحيطين بها، لكنها لم تغادر موقعها، واختارت أن تُنهي النشرة رغم الخطر.