أثارت جائزة الكرة الذهبية المقبلة حالة من الترقب والقلق داخل نادي برشلونة، بعد أن أصبح عدد من لاعبيه الشباب مرشحين بقوة للتتويج بها خلال موسم 2025، ما يطرح تساؤلات حول مدى تأثير هذا السباق الفردي على استقرار الفريق وتماسكه.

 

رافينيا، بيدري، ولامين يامال، ثلاثي الفريق الكتالوني، يقدمون أداءً مميزًا منذ بداية الموسم تحت قيادة المدرب الألماني هانز فليك، وينظر إليهم كمنافسين بارزين على الجائزة الفردية الأهم في عالم كرة القدم، خاصة إذا نجح الفريق في حصد لقب الدوري الإسباني أو دوري أبطال أوروبا.

 

رافينيا يتصدر المشهد بالأرقام، بعدما سجل 30 هدفًا وقدم 23 تمريرة حاسمة، فيما يواصل بيدري فرض سيطرته على وسط الميدان بثبات كبير ونضج تكتيكي أما لامين يامال، فيعتبره الكثيرون جوهرة المستقبل، بفضل لمسته الإبداعية وأسلوب لعبه الذي يذكر بجيل ميسي وإنييستا وتشافي.

 

في وقت سابق، تحدث المدير الفني فليك عن لاعبيه قائلاً إن بيدري لاعب لا يمكن وصفه بكلمات، بينما وصف رافينيا بالقائد الحقيقي داخل الملعب، مشيدًا بتأثيره الكبير في نتائج الفريق هذا الموسم.

 

لكن رغم الإشادة، فإن الحديث المتزايد عن الجائزة بدأ يثير قلق بعض المسؤولين داخل النادي، الذين يفضلون الحفاظ على عقلية الفريق الجماعية بدلاً من التركيز على إنجازات فردية.

 

هذا القلق تجدد في تصريحات صحفية للمدير السابق لحملة خوان لابورتا، لويس كاراسكو، الذي أشار إلى أن "مدريد تحتفي بالفرد، لكن برشلونة بني على فكرة المجموعة، وأي تفضيل علني لأحد اللاعبين قد يؤثر سلباً على وحدة الفريق".

 

كاراسكو أضاف أن لامين يامال يمتلك قبولاً جماهيرياً واسعًا وقد يكون الأوفر حظًا من حيث التأثير الإعلامي والتسويقي، مقارنة بلاعبين مثل فيران توريس أو فيرمين لوبيز، الذين قد لا يحظون بنفس الدعم في سباق الجوائز الفردية.

 

الحديث عن الكرة الذهبية داخل برشلونة يعيد إلى الأذهان ما حدث في عام 2010 عندما تواجد ثلاثي الفريق ميسي، إنييستا، وتشافي على منصة التتويج، وهي لحظة تاريخية لا تزال محفورة في ذاكرة عشاق النادي.

 

اليوم، وبعد خمسة عشر عاماً، يبدو أن برشلونة على موعد مع جيل جديد من النجوم القادرين على إعادة كتابة التاريخ، لكن يبقى السؤال: هل سينجح النادي في إدارة هذه المرحلة الدقيقة من دون أن يفقد هويته الجماعية؟ وهل يتحول هذا التألق الفردي إلى مصدر قوة أم إلى عامل انقسام داخل غرفة الملابس؟