في واحدة من أهم محطاته التاريخية، عاد فريق نادي بيراميدز المصري إلى القاهرة قادماً من جنوب إفريقيا، بعد أن خاض مواجهة قوية أمام فريق صن داونز الجنوب إفريقي في ذهاب نهائي دوري أبطال إفريقيا. اللقاء، الذي أُقيم على ملعب "لوفتس فيرسفيلد" في العاصمة بريتوريا، انتهى بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق، ليمنح بيراميدز فرصة ذهبية قبل خوض لقاء الإياب على ملعب الدفاع الجوي بالقاهرة مطلع يونيو المقبل.
بيراميدز يعود من جنوب إفريقيا بتعادل ثمين ويواصل الاستعداد رغم مشقة الرحلة
على الرغم من طول الرحلة التي خاضها الفريق، والتي تضمنت انتقالاً من بريتوريا إلى جوهانسبرج، ومن ثم التوقف ترانزيت لثلاث ساعات في نيروبي بكينيا لتزويد الطائرة بالوقود، إلا أن الفريق لم يحصل على أي راحة بعد الوصول إلى القاهرة، حيث قرر المدير الفني الكرواتي كرونسلاف يورتشيتش أن يخوض اللاعبون تدريباتهم مساء اليوم نفسه فور الوصول.
امتدت الرحلة لحوالي 15 ساعة، عانى خلالها اللاعبون من الإرهاق الجسدي والذهني، إلا أن الجهاز الفني للفريق آثر استغلال عامل التركيز الزمني وعدم إهدار أي وقت في ظل ضيق جدول المباريات، خاصة مع اقتراب موعد مباراة الإياب الحاسمة ضد صن داونز، إلى جانب الإصرار على خوض لقاء سيراميكا في الدوري المصري رغم مطالب النادي بتأجيله.
قرار المدير الفني بعدم منح اللاعبين راحة يعكس حالة من التركيز الشديد والجدية داخل معسكر الفريق، كما يعكس إيمان الجهاز الفني بأن البطولة القارية تتطلب استعداداً استثنائياً.
ويرى البعض أن هذا التوجه قد يعزز من تماسك الفريق ورفع لياقته الذهنية والبدنية قبل موقعة العودة المنتظرة، خاصة أن بيراميدز يخوض النهائي القاري الأول له في تاريخه، وهو ما يحتم عليه الحفاظ على الجاهزية القصوى.
في المقابل، فإن القرار بعدم تأجيل مباراة سيراميكا أثار جدلاً واسعاً، خاصة من مشجعي الفريق الذين طالبوا الرابطة بمنح بيراميدز الوقت الكافي للاستعداد لمباراة العودة المهمة، نظراً لكونه الممثل الوحيد للكرة المصرية حالياً في البطولة الإفريقية.
النتيجة التي عاد بها بيراميدز من جنوب إفريقيا تعتبر مكسباً كبيراً، خاصة أن الفريق واجه خصماً قوياً يلعب على أرضه وأمام جماهيره، ويمتلك خبرات واسعة في بطولات إفريقيا.
تسجيل هدف خارج الديار يمنح الفريق الأفضلية، إذ أن الفوز بأي نتيجة في مباراة العودة يضمن التتويج باللقب القاري الأغلى.
أداء الفريق المصري في مباراة الذهاب اتسم بالتوازن التكتيكي والانضباط الدفاعي، وهو ما مكنه من الحد من خطورة الفريق الجنوب إفريقي، مع استغلال بعض الفرص الهجومية التي أسفرت عن هدف مهم. هذه النتيجة تعزز من الروح المعنوية لدى اللاعبين والجماهير، وتمنح الجهاز الفني أدوات قوية للتخطيط لمباراة الإياب.
عقب الوصول إلى القاهرة، سادت حالة من التفاؤل داخل معسكر الفريق، وأكد عدد من اللاعبين في تصريحات إعلامية على أن الفريق لم يقدم كل ما لديه بعد، وأن مباراة العودة ستكون مختلفة تماماً من حيث الأداء والروح كما أعرب الجهاز الفني عن رضاه عن نتيجة الذهاب، مع التأكيد على أهمية التركيز والجدية خلال الفترة المقبلة.
في الوقت ذاته، أبدى بعض النقاد والمحللين الرياضيين تخوفهم من الإرهاق البدني الذي قد يصيب اللاعبين بسبب ضغط المباريات، خاصة أن مباراة سيراميكا في الدوري تأتي قبل أيام قليلة من مباراة الإياب إلا أن البعض الآخر اعتبر أن خوض مباراة محلية قد يكون مفيداً في الحفاظ على نسق المباريات وجاهزية اللاعبين.
بيراميدز يقف الآن على أعتاب كتابة تاريخ جديد في الكرة المصرية، إذ أن الفوز بلقب دوري أبطال إفريقيا سيكون الأول في تاريخ النادي، والثالث لمصر خلال السنوات الخمس الأخيرة بعد آخر تتويج للنادي الأهلي. نجاح بيراميدز في التتويج قد يفتح صفحة جديدة في مشواره المحلي والقاري، ويمنحه دفعة معنوية كبيرة في المستقبل.
جماهير الفريق، التي تنتظر المباراة بفارغ الصبر، تترقب الإعلان عن الترتيبات الخاصة بحضور اللقاء، وسط دعوات جماعية لمساندة الفريق بأعداد كبيرة في استاد الدفاع الجوي، من أجل خلق أجواء حماسية مشابهة لما يفعله جمهور صن داونز في جنوب إفريقيا.
بين مشقة الرحلة وضغط المباريات، وبين طموح التتويج وشغف الجماهير، يدخل بيراميدز الأيام القليلة المقبلة بروح عالية وتحدٍ كبير. الفريق المصري يملك اليوم فرصة ذهبية لصناعة التاريخ وإضافة اسم جديد إلى سجل الأبطال في القارة السمراء ومن القاهرة إلى القارة بأكملها، تبقى العيون شاخصة نحو الأول من يونيو، حيث قد يولد بطل جديد للكرة الإفريقية.