قلب قرار مركز التحكيم الرياضي السعودي، الصادر مساء الأحد، موازين المنافسة على المراكز المؤهلة لدوري أبطال آسيا للنخبة، بعد أن منح نادي النصر نقاط الفوز في مباراته ضد العروبة التي كان قد خسرها على أرض الملعب، مستندًا إلى احتجاج رسمي تقدم به "العالمي" بشأن عدم أهلية مشاركة حارس العروبة رافع الرويلي، الذي تبين لاحقًا أنه لا يلتزم بلوائح الاحتراف بسبب مزاولة وظيفة حكومية بالتزامن مع لعبه في دوري المحترفين.
هذا القرار المفاجئ، والذي جاء قبل ساعات قليلة من انطلاق الجولة الأخيرة من الدوري السعودي للمحترفين، قلب الطاولة وأعاد إشعال الصراع على المركز الثاني في جدول الترتيب، وهو المركز الذي يضمن لصاحبه مقعدًا مباشرًا في دوري أبطال آسيا للنخبة لموسم 2025–2026.
وكان الهلال قد حسم الوصافة برصيد 72 نقطة عقب نهاية الجولة السابعة والثلاثين، بينما كان النصر في المركز الثالث بـ67 نقطة بعد خسارته من العروبة في الجولة 23.
غير أن قرار التحكيم الرياضي منح النصر ثلاث نقاط إضافية، ليرتفع رصيده إلى 70 نقطة ويصبح على بُعد نقطتين فقط من الهلال قبل جولة الحسم.
وبذلك، أصبح "العالمي" يمتلك فرصة حقيقية لخطف المركز الثاني، إذا ما فاز على الفتح في الجولة الأخيرة وتعثر الهلال أمام القادسية.
القرار أثار موجة من الجدل في الأوساط الكروية السعودية، خاصة في محيط نادي الهلال، حيث أبدى عدد من رموزه استياءهم من توقيت الإعلان، وفي مقدمتهم محمد الدعيع، أسطورة حراسة المرمى في الفريق، الذي اعتبر أن القرار لم يكن في توقيت مناسب، وقلل من فرص الفريق في التحضير الأمثل للجولة الأخيرة.
وقال الدعيع في تصريحات لقناة "السعودية": "توقيت القرار أربك حسابات الهلال، وربما كان المدرب يخطط لإراحة بعض اللاعبين بعد ضمان المركز الثاني، لكن الآن الوضع تغير تمامًا وأصبح مطالبًا بخوض المباراة بكل قوة".
وكان الاتحاد قد حسم لقب الدوري رسميًا، فيما ضمن الأهلي المشاركة في دوري أبطال آسيا للنخبة بوصفه حامل اللقب في النسخة السابقة، ليبقى المقعد الثالث محل صراع محتدم بين الهلال والنصر حتى صافرة نهاية الجولة الختامية.
من جانبها، التزمت الجهات الرسمية الصمت تجاه الانتقادات، بينما أكد مركز التحكيم الرياضي أن قراره جاء بناءً على حيثيات قانونية واضحة ومستندات رسمية تؤكد عدم أهلية اللاعب الرويلي للمشاركة، مشيرًا إلى أن التأخر في إصدار الحكم كان نتيجة تأخر وصول وثائق حاسمة من الجهات المعنية.
وبينما ينتظر ما ستسفر عنه الجولة الأخيرة من صراع محتدم على بطاقة آسيوية مهمة، يعيش الشارع الرياضي السعودي حالة من الترقب، في انتظار الحسم بين الغريمين التقليديين، في ليلة قد تعيد رسم خارطة الفرق السعودية المشاركة في البطولات القارية.