في مشهد مؤثر لن يُنسى، ودّع النجم الإنجليزي ترينت ألكسندر أرنولد جماهير نادي ليفربول بالبكاء، بعد خوضه آخر مباراة له بقميص الفريق مساء الأحد، ضد كريستال بالاس، في لقاء انتهى بالتعادل الإيجابي 1-1 على ملعب "آنفيلد"، ضمن الجولة الأخيرة من الدوري الإنجليزي الممتاز.
أرنولد، الذي قضى أكثر من عشرين عاماً داخل جدران النادي، منذ أن التحق بأكاديمية ليفربول في سن السادسة، قرر عدم تجديد عقده الذي ينتهي في يونيو الجاري، وسط تقارير تؤكد اقترابه من الانتقال إلى ريال مدريد الإسباني في صفقة انتقال حر، تمهيداً لمرحلة جديدة في مسيرته الكروية.
ما إن أطلق الحكم صافرة نهاية المباراة، حتى انخرط أرنولد في نوبة بكاء قوية، وسط تصفيق حار من جماهير "الكوب"، واحتضان أفراد عائلته الذين نزلوا إلى أرضية الملعب لمشاركته اللحظة وفي لقطة رمزية، قبّل أرنولد شعار ليفربول على صدره، ثم رفع يده مودعاً الجماهير التي ردت بعاصفة من التصفيق.
الحساب الرسمي للدوري الإنجليزي الممتاز على منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، وثّق تلك اللحظات المؤثرة بمقطع فيديو انتشر على نطاق واسع، حيث ظهر فيه أرنولد وهو يغالب دموعه أثناء توديع المدرجات التي طالما هتفت باسمه.
في حديث إعلامي عقب المباراة، وجّه أرنولد رسالة لجماهير ليفربول قال فيها: "آمل أن يقدّر الجميع يومًا ما كل العمل والتضحية التي قدمتها لهذا النادي، لم تمر دقيقة دون أن أفكر في ليفربول. عشرون عامًا من الانتماء هي تجربة لا تقدر بثمن كانت هناك لحظات صعود وهبوط، لكنني أحببت كل لحظة منها"
وأضاف: "اليوم هو يوم مميز جدًا، وسأتذكره طوال حياتي. اللعب لهذا النادي كان شرفًا حقيقيًا، إنه أفضل يوم في حياتي رغم الألم ليفربول يعني لي كل شيء، وسأظل مشجعًا لهذا النادي أينما ذهبت"
ترينت ألكسندر أرنولد، رغم كونه لاعبًا في مركز الظهير الأيمن، أعاد تعريف هذا الدور بفضل رؤيته وموهبته الهجومية، حيث لعب أكثر من 300 مباراة رسمية مع ليفربول، سجل خلالها 23 هدفًا، وصنع 92 تمريرة حاسمة، ليُصنّف من بين أكثر المدافعين صناعة للأهداف في تاريخ البريميرليغ.
وكان أرنولد أحد الركائز الأساسية في الجيل الذهبي الذي صنعه المدرب يورغن كلوب، وأسهم في تحقيق ألقاب مهمة أبرزها:
- دوري أبطال أوروبا (2019)
- الدوري الإنجليزي الممتاز (2020)
- كأس العالم للأندية
- كأس الاتحاد الإنجليزي
- كأس الرابطة الإنجليزية
- كأس السوبر الأوروبي
العديد من التقارير الصحفية البريطانية والإسبانية أكدت خلال الأسابيع الماضية أن أرنولد اتفق بشكل مبدئي مع ريال مدريد، ليكون جزءًا من مشروعهم الجديد بعد اعتزال لوكا مودريتش واقتراب رحيل كارفاخال، وهو ما يعزز التكهنات بأن النادي الملكي يرى في أرنولد قائدًا قادمًا لدفاعاته.
برحيل أرنولد، يطوي ليفربول صفحة لاعب نشأ وترعرع داخل جدران النادي، لكنه أيضًا يفتح بابًا أمام مرحلة انتقالية قد تحمل تغييرات كبيرة، خاصة بعد رحيل المدرب يورغن كلوب.