في مشهد كان متوقعًا إلى حد كبير بعد موسم وصفه كثيرون بـ"الموسم الكارثي"، أعلن نادي النصر السعودي رسميًا إنهاء علاقته بالمدرب الإيطالي ستيفانو بيولي، الذي لم يمض على تعيينه سوى بضعة أشهر.

 

نهاية حقبة بيولي مع النصر: موسم مخيب يقود إلى قرارات حاسمة

جاء هذا القرار عقب الهزيمة التي تلقاها الفريق أمام الفتح بنتيجة 2-3 في الجولة الأخيرة من دوري روشن السعودي، وهي خسارة أنهت آمال النصر في التأهل لدوري أبطال آسيا للنخبة، وأشعلت الغضب داخل الأوساط النصراوية.

 

موسم للنسيان

بدأ النصر الموسم بتوقعات عالية، خاصة بعد التعاقد مع أسماء لامعة على مستوى اللاعبين، واستقدام جهاز فني أوروبي بقيادة ستيفانو بيولي، الذي سبق له تحقيق نجاحات في الدوري الإيطالي، كان أبرزها تتويجه مع ميلان بلقب "السكوديتو".

 

لكن على أرض الواقع، فشل الفريق في ترجمة هذه الطموحات إلى نتائج، وتعرض لسلسلة من النتائج السلبية في كافة المسابقات التي خاضها.

 

خرج الفريق من سباق الدوري مبكرًا أمام التفوق الكبير للهلال، كما فشل في كأس الملك وكأس السوبر، لتكون الحصيلة النهائية موسما صفريًا، ما شكل صدمة لجماهير النصر التي كانت تنتظر على الأقل لقبًا يعيد البريق للفريق بعد سنوات من المحاولات.

 

الخروج من دوري أبطال آسيا للنخبة

الضربة القاصمة جاءت مع نهاية الجولة الأخيرة من الدوري، عندما تعثّر الفريق أمام الفتح، وتراجع إلى المركز الثالث في جدول الترتيب بـ70 نقطة، خلف الهلال والاتحاد، ما يعني حرمانه من المشاركة في النسخة القادمة من دوري أبطال آسيا للنخبة وهي البطولة التي كان النصر يأمل بالمنافسة على لقبها، خصوصًا بعد تطور مستواه القاري في السنوات الأخيرة.

 

هذا الإقصاء لم يكن مجرد سقوط في الترتيب، بل اعتبر ضربة لمشروع النصر الرياضي، الذي أنفق عليه الملايين في سبيل تحقيق حضور آسيوي قوي يوازي طموحات الإدارة وجماهير الفريق.

 

قرار الإقالة.. مسألة وقت

الإعلامي عبدالعزيز المريسل، المقرب من إدارة نادي النصر، أكد عبر حسابه على منصة "إكس" أن قرار إنهاء عقد بيولي قد تم اتخاذه بشكل رسمي، مشيرًا إلى أن إدارة النادي لا تعتزم إضاعة الوقت، وأن إجراءات فسخ العقد سيتم الانتهاء منها في أسرع وقت ممكن.

 

ورغم أن عقد المدرب كان يمتد حتى عام 2026، إلا أن إدارة النادي لم تجد مفرًا من إيقاف المشروع مبكرًا، في ظل الفشل الواضح في إدارة الفريق فنيًا.

 

الجدير بالذكر أن فسخ العقد مع بيولي سيكلف النادي ما يقارب 11 مليون يورو، لكن الإدارة فضّلت إنهاء العلاقة دون تردد، في إشارة إلى أنها ترى أن الاستمرار مع المدرب كان سيكلّف الفريق أكثر على المدى الطويل، سواء من حيث النتائج أو من حيث التأثير المعنوي على اللاعبين والجمهور.

 

أسباب الفشل

يمكن تلخيص أسباب فشل تجربة بيولي مع النصر في عدة عوامل، أبرزها عدم تأقلمه مع الأجواء السعودية واختلاف طبيعة المنافسة، إلى جانب فشله في خلق هوية فنية واضحة للفريق، رغم الأسماء الكبيرة التي كانت تحت تصرفه.

 

كما لوحظ تذبذب واضح في أداء الفريق بين مباراة وأخرى، مع غياب الانضباط التكتيكي، خصوصًا في المباريات الكبيرة التي كانت تتطلب شخصية فنية قوية على مستوى التخطيط وردود الفعل.

 

كما لم يتمكن بيولي من إدارة غرفة الملابس بشكل فعال، وسط تقارير عن توتر العلاقة بينه وبين بعض اللاعبين المؤثرين في الفريق، وهو ما انعكس سلبًا على الانسجام داخل الملعب.

 

مع إعلان إنهاء عقد بيولي، بدأت إدارة النصر رحلة البحث عن مدرب جديد قادرعلى إنقاذ المشروع، وقيادة الفريق نحو العودة للمنافسة على الألقاب المحلية والقارية.

 

وحتى الآن، لم تتضح معالم البديل، إلا أن مصادر مقربة تشير إلى أن الإدارة تسعى للتعاقد مع مدرب يمتلك خبرة في التعامل مع النجوم الكبار، ولديه سجل حافل في المنافسات القارية.

 

أسماء مثل مارسيلو غاياردو أو خورخي جيسوس طرحت في وسائل الإعلام، لكن لا شيء رسمي حتى اللحظة ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن المدرب الجديد قبل انطلاق فترة الإعداد للموسم الجديد، لضمان بداية قوية واستقرار مبكر.

 

مستقبل بيولي.. عودة إلى أوروبا؟

في المقابل تشير تقارير إعلامية إلى أن بيولي قد لا يبتعد طويلًا عن التدريب، حيث ارتبط اسمه بعدة أندية إيطالية مثل روما ونابولي، في ظل احتمال مغادرة مدربيها نهاية هذا الموسم.

 

ورغم فشله مع النصر، إلا أن خبرته الطويلة في "الكالتشيو" تجعله مرشحًا قويًا للعودة إلى الملاعب الأوروبية، ربما في أجواء أكثر انسجامًا مع أسلوبه التدريبي.

 

قرار النصر بإنهاء العلاقة مع ستيفانو بيولي لم يكن مفاجئًا، بل كان استجابة حتمية لموسم مُخيّب على كل الأصعدة ويبدو أن إدارة النادي قررت التعلم من أخطاء الموسم الماضي، من أجل تصحيح المسار وبدء صفحة جديدة.