تسود حالة من الترقب داخل أروقة النادي الأهلي المصري بعد اشتعال أزمة تجديد عقد مدافعه المخضرم رامي ربيعة، في ظل الخلافات المالية التي تعيق التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن بقائه داخل صفوف الفريق في الموسم المقبل.

 

ورغم انتهاء عقد اللاعب مع الفريق بنهاية الموسم الجاري، إلا أن المفاوضات لا تزال تراوح مكانها وسط تضارب في المواقف بين الطرفين رامي ربيعة، أحد أعمدة الدفاع في القلعة الحمراء، طلب الحصول على 85 مليون جنيه مصري مقابل التجديد لمدة موسمين، إلى جانب عمولة إضافية تُقدّر بنسبة 10% من قيمة العقد لصالح شقيقه، الذي يتولى مهام وكيله في الوقت ذاته.

 

هذه المطالب المالية أثارت جدلاً كبيراً داخل الإدارة الحمراء، حيث يعتبر البعض أنها مبالغ فيها ولا تتناسب مع السقف المالي المعتمد للعقود، خاصة في ظل التوجه العام للسيطرة على الرواتب وتخفيض التكاليف.

 

ومع انتشار أنباء تعثر المفاوضات، خرجت القناة الأولى المصرية بتقرير يفتح باب الأمل مجددًا، حيث أكدت أن ملف التجديد لرامي ربيعة لم يُغلق بشكل نهائي، وذلك في ظل رغبة واضحة من المدير الفني الجديد خوسيه ريفيرو في بقاء اللاعب، حيث يرى أن ربيعة هو الأفضل في خط الدفاع حالياً، وأن استمرار وجوده سيكون ضرورياً لتوازن الفريق، خاصة في البطولات المحلية والقارية القادمة.

 

وأشارت مصادر داخل النادي إلى وجود انقسام في وجهات النظر بين المسؤولين، فبينما يتمسك البعض بعدم كسر السياسة المالية للنادي، يرى آخرون أن تجديد عقد ربيعة سيكون خطوة مهمة لاحتواء أي توترات محتملة داخل غرفة الملابس، لا سيما بعد التعاقد مع أحمد مصطفى "زيزو" لاعب الزمالك السابق، براتب سنوي كبير قد يثير الحساسيات بين اللاعبين إذا لم تتم إدارته بحكمة.

 

وتسعى الإدارة إلى الوصول لحل وسط يرضي جميع الأطراف، حيث يتم حالياً دراسة سيناريو تخفيض قيمة العقد المقترح مع تقديم مزايا إضافية غير مالية، مثل الحوافز المرتبطة بعدد المشاركات أو البطولات، إلى جانب دراسة تسوية العمولة بطريقة لا تُخل بالتوازن المالي الداخلي.

 

كما يتحرك عدد من الوسطاء من خارج المنظومة الرسمية لمحاولة تقريب وجهات النظر بين اللاعب والإدارة، بهدف إنهاء الملف دون تصعيد إعلامي أو توتر داخلي ورغم حالة الترقب، التزم رامي ربيعة الصمت ولم يدلِ بأي تصريحات رسمية بشأن مستقبله، وهو ما يُفسر برغبته في عدم تصعيد الموقف وإبقاء الباب مفتوحاً أمام كل الاحتمالات.

 

وفي الوقت الذي يواصل فيه الفريق استعداداته للموسم الجديد، تزداد أهمية حسم هذا الملف سريعًا حفاظًا على الاستقرار الفني، خصوصًا أن ربيعة يُعد من القادة داخل الفريق، ويملك خبرة كبيرة في التعامل مع المباريات الكبرى والضغوط الجماهيرية.

 

وبين التمسك المالي من اللاعب، والرغبة الفنية من المدرب، والتحفظ الإداري من الإدارة، يبدو أن أزمة تجديد عقد رامي ربيعة ستكون اختباراً حقيقياً لقدرة الأهلي على إدارة الملفات المعقدة، وتحقيق التوازن بين مصلحة الفريق وسياسة النادي المالية.