تقدم نادي الزمالك بشكوى رسمية إلى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام برئاسة المهندس خالد عبدالعزيز، ضد الإعلامي أبو المعاطي ذكي، مقدم برنامج "نجم الجماهير" عبر قناته على موقع يوتيوب، وذلك بسبب ما وصفه النادي بمخالفات مهنية وقانونية تضمنتها حلقة البرنامج بتاريخ 24 مايو 2025.
وجاء في نص الشكوى أن الحلقة المذكورة تضمنت محتوى مخالفًا لأحكام المادة الرابعة من قانون تنظيم الصحافة والإعلام رقم 180 لسنة 2018، والتي تنص على حظر بث أو نشر أي مادة إعلامية تتعارض مع الدستور، أو تحض على الكراهية والعنف، أو تخالف ميثاق الشرف الإعلامي والآداب العامة.
وأكد نادي الزمالك في شكواه، التي تقدم بها رئيس النادي الكابتن حسين لبيب، أن الحلقة شملت تجاوزات بحق النادي وإدارته، معتبرًا أنها تمثل تحريضًا وتشهيرًا غير مقبول، وأرفق النادي أسطوانة مدمجة تتضمن تسجيلاً للحلقة مع تحديد الفقرات محل الاعتراض.
وقد قرر المجلس الأعلى للإعلام إحالة الشكوى إلى لجنة الشكاوى برئاسة الإعلامي عصام الأمير، للنظر فيها وإعمال شئونها وفقًا للقانون، واتخاذ ما يلزم من إجراءات في ضوء نصوص التشريعات واللوائح المنظمة للعمل الإعلامي في مصر.
ومن المتوقع أن تُصدر اللجنة توصياتها خلال الأيام المقبلة، خاصة أن هذه الواقعة ليست الأولى التي يثير فيها برنامج "نجم الجماهير" الجدل بين الأندية والجماهير، مما يضع المجلس أمام اختبار جديد لضبط المحتوى المقدم عبر المنصات الرقمية ذات التأثير الإعلامي الواسع.
بالإضافة إلى تفاصيل الشكوى المقدمة من نادي الزمالك، تشير مصادر داخل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى أن لجنة الشكاوى بدأت بالفعل فحص محتوى الحلقة بدقة، وذلك في إطار التحقق من مدى مخالفة المحتوى الإعلامي لمعايير المهنة، والالتزامات المنصوص عليها في ميثاق الشرف الإعلامي.
ومن المنتظر أن يتم استدعاء الإعلامي أبو المعاطي ذكي للاستماع إلى أقواله بشأن الشكوى، مع منحه حق الرد وفقًا للإجراءات القانونية المتبعة، على أن يتم عرض التقرير النهائي للجنة الشكاوى على المجلس خلال أسبوعين لاتخاذ القرار المناسب.
الشكوى التي تقدم بها الزمالك تعد أول تحرك رسمي من نوعه ضد أحد مقدمي المحتوى على يوتيوب في الفترة الأخيرة، وهو ما يُسلط الضوء على تطور المشهد الإعلامي، وأهمية الرقابة على المحتوى الرقمي الذي أصبح ينافس القنوات التقليدية في التأثير، خاصة في مجال الرياضة.
ويأتي هذا التحرك من إدارة الزمالك في ظل توجه واضح لإعادة ضبط العلاقة بين الأندية ومقدمي البرامج، بعدما تعرض عدد من الشخصيات العامة والرياضية إلى ما وصفوه بـ"الابتزاز الإعلامي" أو "التحامل المستمر"، وهو ما يتنافى مع الدور الإيجابي الذي يجب أن يقوم به الإعلام الرياضي في دعم الأندية وتوعية الجمهور.
في المقابل، لم يصدر أي تعليق رسمي حتى الآن من الإعلامي أبو المعاطي ذكي بشأن الشكوى، إلا أن منشورًا له سابقًا على حسابه في "فيسبوك" كان قد ألمح فيه إلى أن هناك محاولات "لتكميم الأفواه"، مؤكدًا أنه لن يتنازل عن حقه في التعبير عن رأيه، مع التزامه الكامل بالقانون.
ومن المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة تصاعدًا في وتيرة التوتر بين الإعلام الرياضي وبعض الأندية، ما قد يدفع المجلس الأعلى للإعلام إلى إصدار مدونة سلوك جديدة تخص المحتوى الرقمي، خاصة أن منصات مثل يوتيوب وفيسبوك باتت تُستخدم على نطاق واسع في تقديم برامج غير خاضعة للتراخيص الإعلامية التقليدية.