أثار بكاء السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، موجة من الحزن والتعاطف على منصات التواصل الاجتماعي، حيث لم يتمكن من حبس دموعه أثناء إلقاء كلمته التي فضح فيها المأساة الإنسانية في قطاع غزة، وخصوصًا ما يتعرض له الأطفال من جوع وإبادة تحت الحصار والقصف المستمر من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
خلال الجلسة، تحدث منصور بمرارة عن الوضع الإنساني الكارثي، مؤكدًا أن المجاعة تفتك بمئات الأطفال، في وقت تنكر فيه حكومة الاحتلال هذه الحقيقة.
وقد تصدرت لحظة بكائه المشهد، حين قال: "مئات الأطفال يموتون بسبب الجوع، وصور الأمهات وهن يعانقن أجساد أبنائهن الراكدة، يلطفن شعورهم، ويتحدثن إليهم ويعتذرن لهم، أمر لا يُطاق".
وتابع متأثرًا: "الحرائق والجوع يبتلعان أطفال فلسطين، كيف يمكن لأي شخص أن يتحمل هذا الحزن؟ لدي أحفاد وأعرف ما تعنيه الطفولة لأي عائلة.
رؤية هذا المشهد دون القدرة على فعل شيء يتجاوز قدرة أي إنسان على التحمل".
ردود الفعل على هذه اللحظة المؤثرة كانت واسعة ومتباينة.
البعض رأى أن البكاء ليس كافيًا، وأن الموقف يتطلب مواقف سياسية حاسمة وكلمات قوية في وجه قوى الظلم، بينما رأى آخرون أن دموع منصور كانت صادقة ومعبرة عن وجع لا يحتمل، مشيرين إلى أن الموقف إنساني بامتياز، وأن ما يحدث في غزة يفوق كل وصف، ويكسر قلوب البشر مهما كانت قوتهم.
وفي سياق حديثه، هاجم رياض منصور رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي أنكر وجود مجاعة في غزة، متسائلًا بحدة: "على أي دليل يستند نتنياهو وهو ينفي وجود الجوع في غزة؟ هناك آلاف الأسرى يتم تصويرهم وهم شبه عراة، في ظروف لا تمت للإنسانية بصلة، وإسرائيل تدعي أنهم لا يعانون من شيء".
كما أشار منصور إلى المعاملة القاسية التي يتعرض لها المعتقلون الفلسطينيون، وقال إنهم يُجبرون على الانتقال في شاحنات مكتظة أو يُتركون في العراء في عز الشتاء، بمن فيهم الأطفال والنساء، ما يمثل انتهاكًا صارخًا للقوانين الإنسانية والمواثيق الدولية.
منصات التواصل الاجتماعي امتلأت بالتعليقات التي عبّرت عن الحزن والغضب.
كتب أحد النشطاء: "مشهد السفير وهو يبكي ليس ضعفًا، بل صرخة ضمير تعبر عن وجع شعب يباد تحت أنظار العالم".
بينما قال آخر: "نتنياهو ينكر المجاعة، لكن الجوع يُقتل في غزة يوميًا... هذه الدموع لن تمر بلا أثر".
البلوجر إبراهيم المرزج وصف المشهد بأنه "منظر مؤلم ومحزن يعكس حجم المعاناة"، مشيرًا إلى ضرورة استمرار الضغط الإنساني والسياسي لإنهاء هذه المأساة.
وأضاف أن دموع منصور تعبر عن الغضب والعجز، لكنها في الوقت ذاته تذكير قوي بأن القضية الفلسطينية ما زالت تنزف، وأن العالم مطالب بالتحرك الجاد لإنقاذ ما تبقى من حياة في غزة.
مشهد السفير الفلسطيني كان أكثر من لحظة عاطفية، بل كان شهادة حية على جرح مفتوح ينزف يوميًا في غزة.
دموعه لم تكن فقط رسالة حزن، بل نداءً أخيرًا إلى الضمير العالمي أن يستفيق من صمته، ويضع حدًا لما وصفه كثيرون بالإبادة الجماعية في القرن الحادي والعشرين.