أثارت تصريحات طاهر أبوزيد وزير الرياضة المصري السابق جدلاً واسعاً حول أزمة الدوري المصري لكرة القدم لهذا الموسم، حيث عبّر عن رأيه بجرأة شديدة تجاه بعض القرارات التي اتخذتها إدارة الأهلي، خاصة ما يتعلق بالانسحاب من مواجهة الزمالك التي أقيمت في الحادي عشر من مارس الماضي ضمن الجولة الأولى لمرحلة التتويج، وأكد أبوزيد في تصريحاته عبر قناة MBC MASR أن الأهلي حقق لقب الدوري في ظروف صعبة للغاية، خصوصاً بعد التغييرات التي شهدها الجهاز الفني للنادي، فقد قررت إدارة الأهلي إقالة المدرب السويسري مارسيل كولر، الذي كان قد حقق نجاحات ملحوظة مع الفريق، والاعتماد على مدربين من أبناء النادي، وهو ما شكل تحدياً كبيراً أمام الفريق خلال مشواره في الدوري.
وجه أبوزيد انتقادات حادة لمحمود الخطيب رئيس الأهلي بسبب قراره بعدم التوجه إلى ملعب المباراة وخوض اللقاء، احتجاجاً على عدم تعيين حكام أجانب لإدارة المباراة، وأوضح أن هذا القرار لم يكن مبرراً، خاصة مع وجود جمهور كبير في المدرجات، معتبرًا أن الأهلي كان من المفترض أن يتحلى بمسؤولية أكبر ويشارك في المباراة مهما كانت الظروف التحكيمية، ورفض تماما انسحاب الأهلي، مشيراً إلى أن النادي كان دوماً نموذجاً للالتزام في الكرة المصرية وكان عليه أن يظهر ذلك من خلال خوض المباراة.
وأكد الوزير السابق أن ما حدث يعكس أزمة كبيرة في الكرة المصرية، حيث وصف المشهد الذي شهد احتفال فريقين بلقب الدوري المصري بالفوضى العارمة، وأرجع ذلك إلى الخلافات الواضحة بين الاتحاد المصري لكرة القدم ورابطة الأندية، مؤكداً أن غياب التنسيق والاحترام للوائح أدى إلى تفاقم المشاكل التي تعاني منها الكرة في مصر ورأى أن هذه الخلافات كانت سبباً رئيسياً في الأزمات التي عصفت بالدوري هذا الموسم وأثرت على سمعة اللعبة.
وأشار أبوزيد إلى أن الأهلي تعرض للخداع من قبل اتحاد الكرة ورابطة الأندية، لكنه شدد على أن النادي كان عليه تحمل المسؤولية الوطنية، ودعم التحكيم المصري بدلاً من الانسحاب الذي اعتبره خطأ كبيراً، ولفت إلى أنه لو كان في موقع المسؤولية في وزارة الرياضة خلال تلك الأزمة، لكان طبق اللوائح بحزم على كل الأطراف، حتى على الأهلي نفسه، معتبراً أن انسحاب الفريق يستوجب خصم نقاط من رصيده.
واختتم أبوزيد تصريحاته بالتأكيد على ضرورة وضع حد للفوضى التي تعاني منها الكرة المصرية، من خلال تعزيز التنسيق بين الاتحاد والرابطة، والالتزام بالقوانين واللوائح التي تحكم اللعبة، وشدد على أن احترام تاريخ الكرة المصرية وتقديرها يتطلب من جميع الأطراف التكاتف والعمل بروح وطنية تصب في صالح تطوير اللعبة بدلاً من النزاعات التي تضر بمستقبل الكرة المصرية ومكانتها على الصعيدين الإقليمي والدولي.