مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، يتجه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها إلى إحياء شعيرة عظيمة من شعائر الإسلام، وهي الأضحية، التي تعد من أعظم القربات إلى الله عز وجل، اقتداء بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
ورغم شهرة هذه الشعيرة، إلا أن كثيرًا من الناس قد يجهلون الضوابط الشرعية لكيفية الذبح وشروط الأضحية الصحيحة، لذلك نستعرض في هذا المقال ما جاءت به السنة النبوية من آداب ومستحبات، بالإضافة إلى الشروط التي يجب توافرها في الأضحية حتى تكون مقبولة.
أولًا: خطوات الذبح المستحبة
تؤكد دار الإفتاء المصرية أن الذبح يجب أن يتم وفق ضوابط شرعية فيها إحسان ورحمة بالحيوان، وهو ما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم في قوله:
"إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته" (رواه مسلم).
ومن المستحبات التي وردت في الذبح:
- استخدام آلة حادة مثل السكين الحاد أو السيف، لضمان سرعة الذبح وتقليل الألم.
- الإسراع في القطع دون تكرار، لإراحة الذبيحة وتفادي تعذيبها.
- استقبال القبلة أثناء الذبح من قِبل الذابح والذبيحة.
- إحداد الشفرة قبل الذبح دون أن ترى الذبيحة السكين.
- إضجاع الذبيحة برفق على جنبها الأيسر، خصوصًا الغنم والبقر، أما الإبل فتُنحر قائمة.
- سوق الذبيحة إلى المذبح بلطف وعدم جرها بعنف.
- عرض الماء عليها قبل الذبح لراحتها وتهدئتها.
- عدم المبالغة في القطع أو فصل الرأس أثناء الذبح أو بعده مباشرة.
- التكبير ثلاثًا قبل التسمية وثلاثًا بعدها، ويقال: "اللهم هذا منك ولك، فتقبله مني".
- استخدام اليد اليمنى في الذبح لمن استطاع ذلك.
ثانيًا: شروط صحة الأضحية
حتى تكون الأضحية صحيحة شرعًا ويؤجر صاحبها، يجب أن تتوافر فيها الشروط الآتية:
أن تكون من بهيمة الأنعام (الإبل، البقر، الغنم: الضأن أو الماعز).
بلوغ السن الشرعي:
- الضأن: جذع (عمره نصف سنة).
- غير الضأن: ثني (الإبل: 5 سنوات، البقر: سنتان، الماعز: سنة).
ويتسامح في ذلك إذا كانت ذات لحم وفيرة.
السلامة من العيوب المانعة مثل:
- العور البين.
- المرض الظاهر.
- العرج الشديد.
- الهزال المفرط الذي يزيل المخ.
- أن تكون مملوكة للمضحي أو مأذونًا له في الذبح.
الذبح في الوقت الشرعي:
- يبدأ من شروق شمس يوم النحر (10 ذي الحجة) بعد صلاة العيد.
- ينتهي مع غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق (13 ذي الحجة).
- أن تكون الذبيحة حية وقت الذبح، فلا تجوز إذا ماتت قبل التذكية.
- أن يكون الموت بسبب الذبح فقط، لا نتيجة حادث أو اختناق أو غيره.
- ألا تكون من صيد الحرم، فذبيحة صيد الحرم تعتبر ميتة، سواء ذُبحت من محرم أو غير محرم.
ذبح الأضحية شعيرة عظيمة تُظهر الخضوع لله والتقرب إليه، وتُعد فرصة عظيمة لنيل الأجر واتباع سنة الخليلين إبراهيم ومحمد عليهما السلام. ومع أهمية أداء الشعيرة، لا بد من مراعاة الرفق بالحيوان، والإتقان في الذبح، والالتزام بالشروط الشرعية حتى يُقبل العمل ويكون سببًا في التقرب إلى الله عز وجل.