مع كل هزة أرضية يشعر بها سكان مصر، خاصة عندما تأتي في أعقاب ظاهرة طبيعية أخرى مثل عاصفة الإسكندرية التي ضربت قبل أسبوع، يعود السؤال بقوة: هل دخلت مصر "حزام الزلازل"؟ "زلزال" الفجر اليوم، الثلاثاء، أعاد فتح هذا الملف، ليقدم الخبراء إجابات شافية، مستحضرين أحياناً ذكر السابقين وتاريخ البلاد مع مثل هذه الأحداث.

يؤكد خبراء الجيولوجيا أن مصر لم تدخل "حزام الزلازل" بالمعنى المتعارف عليه للمناطق عالية الخطورة. ومع ذلك، مصر ليست بمنأى تام عن النشاط الزلزالي، وتتأثر بعدة نطاقات زلزالية (خليج العقبة والسويس، شرق المتوسط، شمال الدلتا).

الشعور بـ"زلزال" مركزه بعيد، حتى بعد حدث كبير مثل عاصفة الإسكندرية، لا يعني أن مصر أصبحت فجأة في قلب "حزام زلازل" عالمي عنيف. يستشهد بعض الخبراء بـذكر السابقين والمخطوطات التاريخية التي وثقت زلازل شعر بها المصريون عبر العصور، بعضها كان مدمراً وبعضها كان مجرد هزات عابرة مثل التي نمر بها. هذا التاريخ يؤكد أن مصر شهدت نشاطاً زلزالياً، لكنه يظل في معظمه ضمن نطاقات معروفة ومدروسة.

الحقيقة التي يكشفها الخبراء هي أن مصر لديها تاريخ زلزالي، وبعض المناطق بها نشاط يستدعي الاهتمام وتطبيق أكواد البناء المقاومة للزلازل. لكن الهلع من أن البلاد أصبحت فجأة جزءاً من "حزام زلازل" عالمي عنيف هو أمر غير دقيق. الأهم هو الوعي بالمخاطر الموجودة، والثقة في المؤسسات العلمية، والاستعداد للتعامل مع أي طارئ. عاصفة الإسكندرية و"زلزال" الفجر هما تذكيران، وليس بالضرورة إنذارين بتغيير جذري، بل دعوة للاستفادة من علم الحاضر وحكمة الماضي المتمثلة في ذكر السابقين.