في إطار حرصها على ترسيخ مفاهيم التآلف والتسامح داخل بيئة العمل، نظمت مصلحة الضرائب المصرية احتفالية لتكريم العاملين الفائزين في المسابقات الدينية التي أقيمت خلال الأشهر الماضية، وذلك بحضور مميز من الدكتور رمضان عبد الرازق، أحد علماء الأزهر الشريف، والقمص موسى إبراهيم، المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في مشهد يجسّد روح الوحدة الوطنية والتعايش المشترك.

 

وأوضحت رشا عبدالعال، رئيس مصلحة الضرائب، أن هذه الفعالية تأتي في إطار نهج مؤسسي تتبناه المصلحة لتعزيز التماسك الاجتماعي ورفع الروح المعنوية للعاملين، مؤكدة أن تنظيم مسابقات دينية مشتركة بين الموظفين من المسلمين والمسيحيين يهدف إلى غرس قيم الانتماء والمحبة داخل بيئة العمل.

 

وأضافت أن المبادرة تأتي تنفيذا لتوجيهات وزير المالية بضرورة دعم البعد القيمي والروحي داخل المؤسسات، إلى جانب الاهتمام بالتأهيل المهني والإداري للعاملين.

 

وقد شهدت المسابقات مشاركة واسعة من الموظفين في مختلف المناطق الضريبية على مستوى الجمهورية، حيث شارك أكثر من 200 موظف في مسابقة "سؤال وجواب"، أسفرت عن فوز 40 موظفًا مناصفة بين المسلمين والمسيحيين، فيما شارك نحو 1300 موظف في المسابقة الرمضانية "سياحة في حب المحروسة"، فاز منهم 60 موظفًا تم اختيارهم وفقًا لمعايير دقيقة من مختلف الإدارات الضريبية.

 

خلال الاحتفالية، تم توزيع شهادات التقدير ودروع التكريم على الفائزين، وسط أجواء من الفخر والبهجة، كما تم تكريم الضيوف الرسميين من الأزهر والكنيسة، تقديرًا لدورهم في ترسيخ ثقافة الحوار والتفاهم المجتمعي.

 

وفي كلمته، أثنى الدكتور رمضان عبد الرازق على المبادرة، واصفًا إياها بأنها تمثل صورة مشرقة للمؤسسات الحكومية التي تُعلي من قيمة الإنسان وتدرك أهمية التوازن بين الجوانب المهنية والروحية.

 

وقال إن "العلم، والحب، والوحدة الوطنية" تمثل الأساس الحقيقي الذي تبنى عليه المجتمعات المتماسكة، مشيدًا بدور وزارة المالية ومصلحة الضرائب في تقديم نموذج يُحتذى به في مجال التفاعل الإنساني داخل بيئة العمل.

 

من جانبه، أعرب القمص موسى إبراهيم عن سعادته بالمشاركة، واعتبر أن ما قامت به المصلحة يُجسد بوضوح رؤية وطنية تقوم على احترام التنوع وتعزيز قيم المواطنة.

 

وأضاف أن العلاقة بين الأزهر والكنيسة تُعد ركيزة قوية للوحدة الوطنية في مصر، داعيًا إلى تعميم مثل هذه المبادرات في مختلف المؤسسات من أجل خلق بيئة عمل أكثر تلاحمًا واستقرارًا.

 

تبرز هذه الفعالية حرص مصلحة الضرائب المصرية على المضي قدمًا في ترسيخ ثقافة قائمة على المشاركة والاحترام المتبادل، حيث لم تقتصر جهودها على العمل الإداري والمحاسبي فقط، بل امتدت إلى الجوانب القيمية والاجتماعية التي تُسهم في بناء مؤسسة قوية قادرة على مواجهة التحديات وتحقيق أهدافها التنموية.