مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، يزداد الإقبال على تناول اللحوم الحمراء بمختلف أشكالها، سواء كانت مشوية أو مطهية أو في صورة أطباق تقليدية خاصة بالمناسبة.
إلا أن هذه العادة الغذائية المصاحبة للعيد قد تتسبب في بعض المشكلات الصحية، خاصة إذا ما تم الإفراط في تناول اللحوم دون توازن غذائي كافٍ، وهو ما يستدعي الانتباه إلى أهمية دمج بعض العناصر الغذائية مثل الخضروات والسلطات في الوجبات اليومية.
تشير الدكتورة مروة إبراهيم، أخصائية التغذية العلاجية، إلى أن تناول الخضروات بجانب اللحوم خلال أيام العيد يمثل ضرورة صحية وليس خيارًا إضافيًا.
إذ إن الخضروات تحتوي على كميات عالية من الألياف الغذائية، التي تلعب دورًا كبيرًا في تحسين عملية الهضم، والحد من امتصاص الدهون الضارة الموجودة في اللحوم، كما تساعد على تقليل نسبة الكوليسترول الضار (LDL) في الدم.
وتوضح أن تناول كميات كبيرة من اللحوم الحمراء، خاصة تلك التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون، يمكن أن يؤدي إلى مشاكل مثل عسر الهضم، وزيادة مستوى الكوليسترول، وارتفاع ضغط الدم، خصوصًا لدى الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة كالقلب والسكري.
لذلك، فإن التنويع الغذائي خلال العيد ضرورة ملحّة، لضمان توازن صحي في الجسم.
وتوصي الدكتورة مروة بإضافة أنواع متعددة من السلطات الخضراء مثل الجرجير، الخيار، الطماطم، والخس إلى وجبات العيد، لما لها من دور فعّال في تعزيز الشعور بالشبع، وتخفيف العبء عن الجهاز الهضمي.
كما تقترح تناول المشروبات الصحية بعد الوجبات، مثل الماء الدافئ بالليمون أو الشاي الأخضر، لما لهما من خصائص تساعد في تحسين الهضم وتقليل امتصاص الدهون.
أما عن أفضل طرق طهي اللحوم خلال العيد، فتنصح أخصائية التغذية باعتماد أسلوب الشواء كخيار صحي، بشرط تجنّب تعريض اللحم للنار المباشرة لفترات طويلة، حتى لا تصل إلى درجة الاحتراق التي قد تؤدي إلى تكون مركبات ضارة.
فالشواء بطريقة صحيحة يسهم في تقليل نسبة الدهون، ويعطي نكهة شهية دون الحاجة لإضافة كميات كبيرة من الزيوت أو المواد الدهنية.
وتشير كذلك إلى أن الطهي على البخار يعد من الخيارات المثالية لتحضير اللحوم، حيث يحافظ هذا الأسلوب على القيمة الغذائية العالية للبروتينات والمعادن الموجودة في اللحم، دون أن يُفقدها فوائدها كما يحدث في بعض طرق الطهي الأخرى التي تعتمد على القلي أو التحمير.
وتختتم الدكتورة مروة إبراهيم نصائحها بالتأكيد على أهمية الاعتدال في تناول اللحوم، مهما كانت طريقة الطهي صحية، والحرص على شرب كميات كافية من الماء، وممارسة بعض الأنشطة الحركية الخفيفة بعد الوجبات.