أكدت الدكتورة سالى الفقي رئيس قسم الإرشاد بمديرية الطب البيطري بمحافظة الغربية على أهمية إجراء عمليات الذبح في المسالخ المخصصة والمصرح بها فقط، حيث يضمن ذلك سلامة الذبيحة للاستهلاك الآدمي، فالمسالخ توفر الكشف البيطري اللازم قبل وبعد الذبح بالإضافة إلى اتباع الخطوات السليمة للذبح في بيئة آمنة ونظيفة، مما يقلل من مخاطر تلوث اللحوم ويحافظ على جودتها.
وأشارت سالى إلى أن الذبح في الأماكن غير المهيأة، والتي تفتقر إلى الإشراف البيطري، يعرض اللحوم للفساد السريع بسبب ارتفاع درجات الحرارة والتلوث بالملوثات الخارجية، كما أن التعامل مع جزارين غير مرخصين وغير أكفاء مهنياً وصحياً يزيد من خطر تلوث اللحوم وانتقال الأمراض، لذلك شددت على ضرورة الالتزام بالإرشادات الصحية والفنية عند الذبح وخاصة في حال تم الذبح بالمنزل.
ومن الإرشادات الهامة التي يجب مراعاتها عند الذبح بالمنزل، التأكد من عدم إجهاد الحيوان قبل الذبح بفترة كافية حتى لا يتم استهلاك مخزون الطاقة في العضلات، حيث يؤدي ذلك إلى انخفاض جودة اللحوم وتغير لونها إلى الداكن، كما يُنصح بعدم إطعام الحيوان قبل الذبح لمدة 12 ساعة مع تقديم الماء بشكل مستمر لتقليل الفضلات في الأمعاء وتسهيل عملية السلخ.
ويجب أن تكون الأدوات المستخدمة في الذبح والسلخ نظيفة وشفرات السكاكين حادة، مما يخفف من معاناة الحيوان أثناء الذبح ويضمن قطع سريع ودقيق للأوعية الدموية، وينبغي استقبال القبلة والتسمية قبل بدء الذبح، وذلك تماشياً مع الشريعة الإسلامية وأصول الذبح الصحيحة.
عند تنفيذ عملية الذبح من الضروري التأكد من قطع الأوداج والقصبة الهوائية والمريء بالكامل حتى يخرج الدم بسرعة، مما يخفف الألم على الحيوان ويساعد في تحسين جودة اللحوم، ولا يتم فصل رأس الحيوان قبل انتهاء عملية خروج الدم كاملاً.
أما أثناء عملية السلخ فيجب عدم النفخ في الجلد لمنع التلوث، مع الحرص على عدم ملامسة الجلد الخارجي للحيوان للحوم مباشرة، كما يجب توخي الحذر الشديد عند إزالة الجهاز الهضمي للحيوان، خاصة الكرش والأمعاء، مع مراعاة عدم قطع جدار الأمعاء أو الكرش لتجنب تلوث اللحوم بالبراز أو الفضلات.
بعد الانتهاء من السلخ، ينصح بغسل السطح الخارجي للذبيحة جيداً بماء نظيف صالح للشرب وبضغط مناسب، لضمان إزالة الأوساخ والدم المتبقي على الجلد، كما يجب جمع جميع مخلفات الذبيحة ووضعها في أكياس خاصة والتخلص منها بطريقة صحيحة وآمنة للحفاظ على البيئة والصحة العامة.
في النهاية، يؤكد الالتزام بتلك الإرشادات الصحية والفنية على ضمان سلامة اللحوم وجودتها، وحماية المستهلك من الأمراض التي قد تنتقل من اللحوم الملوثة، كما تساهم هذه الإجراءات في توفير بيئة نظيفة وآمنة أثناء الذبح، مما يعكس اهتمام الجهات المختصة بالحفاظ على صحة المجتمع وضمان توفير غذاء صحي وآمن.