أكد الدكتور رفعت سيد أحمد، الخبير الاستراتيجي والمفكر القومي، أن المؤشرات الحالية تدل على أن الصراع الإيراني الإسرائيلي سيستمر لعدة أيام، وربما لأسابيع قادمة. ووصف الأحداث الأخيرة بأنها مجرد "دفعة افتتاحية أولية" من كلا الطرفين، سواء من جانب إسرائيل أو من الرد الإيراني، مشيراً إلى أن وتيرة التصعيد لا تزال في بدايتها وأن استمرار الحرب سيعتمد على حجم وطبيعة الرد الإيراني وتأثير الصواريخ التي يتم إطلاقها.
وأوضح "سيد أحمد" في تصريحات خاصة، أن احتمالية توسع الحرب واردة، خاصة مع الضغوط التي يمارسها اللوبي اليهودي على الإدارة الأمريكية. هذه الضغوط قد تدفع الولايات المتحدة إلى التدخل العسكري المباشر، بعد أن كانت تكتفي بالدعم غير المباشر من خلال تزويد إسرائيل بالأسلحة المتقدمة وتحديث مواقعها واستخدام الأقمار الصناعية.
وأضاف: "الآن، قد نشهد تدخلاً مباشرًا عبر القواعد الأمريكية المنتشرة في منطقة الخليج، والتي تضم عشرات المواقع العسكرية، ما يُرجّح أن تشارك الولايات المتحدة بطائراتها في المعركة". وحذر من أن هذا التدخل سيكون "خطأ استراتيجيًا" فادحًا، لأن إيران ستواجه ليس فقط إسرائيل، بل أيضًا دولًا أخرى من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وبعض الدول العربية.
وحذر الخبير الاستراتيجي من أن إيران قد تلجأ إلى إغلاق مضيق هرمز، وهو ما سيؤدي إلى توقف مرور حوالي 60% من البترول العالمي. وتوقع أن تتضرر دول الخليج بشكل خاص من هذا الإجراء، لا سيما تلك التي تستضيف قواعد عسكرية أمريكية، مثل قطر. ووفقاً له، فإن هذا السيناريو هو ما دفع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى السعي لإيجاد حل سلمي، خوفًا من اتساع رقعة الحرب التي قد تشمل القواعد الأمريكية في الخليج، خاصة إذا استخدمت إسرائيل أسلحتها المتطورة التي تخترق الدفاعات.
ويرى "سيد أحمد" أن الحل لوقف الحرب يكمن في استهداف إيران لمواقع استراتيجية حساسة في إسرائيل، مثل محيط مفاعل ديمونة النووي، أو محطات الكهرباء والغاز والمطارات، مما يخلق نوعًا من التوازن الاستراتيجي. وأشار إلى أن إيران أطلقت حتى الآن نحو 2000 صاروخ، في رسالة واضحة بأنها تملك القدرة على إحداث ضربات مؤثرة في العمق الإسرائيلي. "الحرب بين إيران وإسرائيل ستستمر حتى تتألم إسرائيل من ضرب الداخل الإسرائيلي، وتشعر الولايات المتحدة أن تدخلها العسكري سيعني التضحية بقواعدها في الخليج."
واختتم الخبير الاستراتيجي حديثه بالتأكيد على أن الحرب بين إيران وإسرائيل ستستمر حتى تتألم إسرائيل من ضرب الداخل الإسرائيلي وتشعر الولايات المتحدة أن تدخلها العسكري سيعني التضحية بقواعدها في الخليج.
وأضاف:
"وعند هذه النقطة، ستلجأ واشنطن للتفاوض، ربما برعاية السعودية وبعض دول الخليج".
وأشار إلى أن حلفاء إيران، مثل حزب الله والحوثيين، لم يدخلوا المعركة بعد، رغم امتلاكهم أوراقًا قوية، مؤكدًا أن "إسرائيل لم تنتصر كما تصورت".