تخطو المملكة العربية السعودية خطوات متسارعة لترسيخ مكانتها كمركز عالمي رائد في مجال الذكاء الاصطناعي مدفوعة باستراتيجيات وطنية طموحة واستثمارات ضخمة في البنية التحتية والكفاءات، وفي تطور لافت يعكس هذه الجهود أعلنت شركة "Groq" المتخصصة في حلول الذكاء الاصطناعي عن استثمار ضخم بقيمة 15 مليار دولار في المملكة لإنشاء أكبر مركز للذكاء الاصطناعي الاستدلالي في العالم، وتزامن هذا الإعلان مع إطلاق شركة "ميتا" لأحدث نماذجها اللغوية "Llama 4" للعالم أجمع عبر منصات "Groq" الموجودة في السعودية مما يعد شهادة على القدرات المتنامية للمملكة في هذا المجال الحيوي

استثمار Groq الضخم وإطلاق Llama 4 العالمي من المملكة

أكد فهد الطريف نائب الرئيس ومدير عام منطقة الشرق الأوسط لشركة "Groq" أن استثمار الشركة البالغ 15 مليار دولار يهدف بشكل أساسي إلى تطوير وتعزيز البنية التحتية المتقدمة للذكاء الاصطناعي في المملكة العربية السعودية ودعم طموحاتها لتكون لاعبا رئيسيا على الساحة العالمية، ويعد إنشاء أكبر مركز للذكاء الاصطناعي الاستدلالي خطوة محورية في هذا الاتجاه، وقد تجلت أهمية هذه البنية التحتية بشكل فوري مع اختيار شركة "ميتا" لمنصات "Groq" في المملكة كنقطة انطلاق عالمية لأحدث وأقوى نماذجها اللغوية "Llama 4" بنسختيه حيث تم الإطلاق بالفعل الأسبوع الماضي، ومن المقرر أيضا إطلاق النسخة الأكبر والأكثر تطورا "بهيمث" من "Llama 4" عبر نفس المنصات السعودية خلال الأشهر القليلة المقبلة مما يضع المملكة في قلب عمليات تطوير ونشر أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي

تعزيز المكانة العالمية ودعم الاستراتيجيات الوطنية

تساهم هذه الاستثمارات والإطلاقات النوعية بشكل مباشر في تحقيق أهداف المملكة الاستراتيجية وتعزيز موقعها التنافسي عالميا في سباق الذكاء الاصطناعي حيث تسعى المملكة للانتقال من مرتبتها الحالية إلى مصاف الدول العشر الأولى

  • دفع المملكة للصعود في التصنيفات العالمية للذكاء الاصطناعي حيث تحتل حاليا المرتبة الرابعة عشرة عالميا (وفق الأمم المتحدة) والأولى عربيا وتستهدف دخول قائمة العشرة الأوائل

  • تعزيز جاذبية المملكة للكفاءات المتخصصة حيث صنف تقرير ستانفورد الأخير المملكة في المرتبة الثامنة عالميا في استقطاب المواهب مع توقعات بتحسن أكبر في ظل نمو عدد العاملين في المجال من 150 ألفا إلى 380 ألفا في 2024

  • التوافق التام ودعم أهداف الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) التي أطلقت عام 2020 بهدف ريادة المملكة في هذا المجال

  • إتاحة النماذج اللغوية المتقدمة مثل "Llama 4" للمراكز البحثية والشركات الوطنية الكبرى مثل سدايا وعلم وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وأرامكو لدعم البحث والتطوير المحلي

  • تأكيد نهج المملكة الاستثماري المتنوع في الذكاء الاصطناعي داخليا وخارجيا بما يشمل الاستثمار في شركات عالمية مثل Groq وجوجل وX-AI ودعم الشركات الناشئة المحلية

من جانب آخر يتميز نموذج "Llama 4" بتحسينات جوهرية خاصة في قدرته على التعامل مع الوسائط المتعددة كالتعرف الدقيق على الصور ومقاطع الفيديو بالإضافة إلى تطور ملحوظ في فهم ودعم اللغة العربية بجودة عالية، ويؤكد الطريف على أهمية النماذج مفتوحة المصدر التي تتوفر عبر منصات Groq في المملكة مثل نماذج لاما وميسترال وعلي بابا والتي تساهم في دمقرطة الذكاء الاصطناعي وإتاحته للمطورين والباحثين بأسعار تنافسية مما يعجل بوصول فوائد هذه التقنية للجميع في المستقبل القريب