أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية على أهمية طلب العلم في الإسلام، مشيراً إلى أن الدين الحنيف حث على تحصيله بجد واجتهاد. وبين المركز أن لطالب العلم آدابًا عظيمة يجب أن يتحلى بها، وعلى رأسها الإخلاص لله عز وجل. فالنية الصادقة هي أساس كل عمل صالح، وطالب العلم يجب أن يبتغي بعلمه وجه الله تعالى، لا الشهرة ولا المنصب ولا أي غرض دنيوي آخر. كما يجب على طالب العلم أن يتقي الله في السر والعلن، وأن يراقب نفسه في كل ما يفعل ويقول، وأن يلتزم بأوامر الله ويجتنب نواهيه. فالتقوى هي خير زاد للمسلم في الدنيا والآخرة، وهي التي تزين طالب العلم وتجعله قدوة حسنة لغيره. بالإضافة إلى ذلك، يجب على طالب العلم أن يتحلى بمكارم الأخلاق، وأن يكون متواضعًا، وودودًا، ورحيمًا، وصادقًا، وأمينًا. فالأخلاق الحسنة هي عنوان المسلم، وهي التي تجذب الناس إليه وتجعله محبوبًا ومحترمًا في المجتمع. وأخيرًا، يجب على طالب العلم أن يبتعد عن كل ما يغضب الله سبحانه وتعالى وينافي الفضائل والمحامد، وأن يتجنب المعاصي والذنوب، وأن يسعى دائمًا إلى فعل الخير والإحسان إلى الناس.

 

الغش في الامتحانات: سلوك محرم وآثاره السلبية

 

حذر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بشدة من الغش في الامتحانات، مؤكدًا أنه سلوك محرم شرعًا، ويُهدر الحقوق، ويمنحها لغير أَكْفَاء. فالغش يُسوي بين المُجدِّ المُتقِن والكسلان المُهمل، ويهدم مبدأ تكافؤ الفُرص، الذي هو أساس العدل والمساواة في المجتمع. هذا الأمر يُضعف من هِمَّة المُجدِّين عن مواصلة طلب العلم، لأنهم يرون أن جهودهم لا تُقدر، وأن الغشاشين يحصلون على نفس النتائج دون تعب أو جهد. كما أن الغش يُوسِّد الأمور إلى غير أهلها، فيتولى المناصب والأعمال أشخاص غير مؤهلين، مما يؤدي إلى الفساد والتخلف في المجتمع. ومِن ثمَّ يُضعف الأمم وينال من عزمها وتقدُّمها، لأنها تعتمد على أشخاص غير أكفاء في إدارة شؤونها. فالشخص العالم والمتقن هو الأجدر بالتقدير والرفعة، لأنه هو الذي يستطيع أن يخدم مجتمعه ويساهم في تقدمه وازدهاره. ولهذا، يجب على الطلاب أن يبتعدوا عن الغش بكل أنواعه وأشكاله، وأن يعتمدوا على جهودهم الذاتية في الدراسة والتحصيل، وأن يثقوا بأن الله تعالى لن يضيع أجر من أحسن عملا.

 

فضل العلم والعلماء في الإسلام

 

استشهد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بقول الله سبحانه وتعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11]، وقوله أيضًا: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ}. [الزمر: 9]. هاتان الآيتان الكريمتان تدلان بوضوح على فضل العلم والعلماء في الإسلام، وأن الله تعالى يرفع الذين آمنوا وأوتوا العلم درجات عالية في الدنيا والآخرة. فالعلم هو النور الذي يضيء طريق الإنسان، وهو السلاح الذي يواجه به التحديات والصعاب، وهو الوسيلة التي يرتقي بها إلى أعلى المراتب. والعلماء هم ورثة الأنبياء، وهم الذين يحملون رسالة الإسلام وينشرونها بين الناس، وهم الذين يرشدون الناس إلى طريق الحق والصواب، وهم الذين يساهمون في بناء المجتمع وتقدمه. ولهذا، يجب على المسلمين أن يقدروا العلماء ويحترموهم، وأن يستفيدوا من علمهم وخبرتهم، وأن يسعوا جاهدين إلى طلب العلم وتحصيله، وأن ينشروه بين الناس.

 

التحذير من المعاونة على الإثم

 

أوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى أن الإسلامُ جعل المُعاونةَ على الإثم إثمًا، وشراكةً لصاحب الجريمة في جرمه، وقضى ألا تكون الإعانة إلَّا على معروف. واستشهد بقول الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }. [المائدة: 2]. هذه الآية الكريمة تدل على أن المسلم يجب أن يتعاون مع غيره على فعل الخير والبر والتقوى، وأن يمتنع عن التعاون على الإثم والعدوان. فالمعاونة على الإثم هي مشاركة في الجريمة، وهي تؤدي إلى انتشار الفساد والظلم في المجتمع. ولهذا، يجب على المسلمين أن يكونوا حذرين من الوقوع في هذا الأمر، وأن يحرصوا على التعاون على فعل الخير والإصلاح بين الناس. فالمسلم يجب أن يكون إيجابيًا في مجتمعه، وأن يساهم في بنائه وتقدمه، وأن يسعى إلى نشر الخير والفضيلة بين الناس.

 

الغشاش ليس من المسلمين حقًا

 

أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن سيدَنا رسولُ الله ﷺ نفى عن الغشَّاش كمال الإيمان، وتبرأ من صفة الغش التي لا ينبغي أن يتصف بها مُسلمٌ مُنتسب لسنته ودينه؛ فقال ﷺ: «مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي» [أخرجه مسلم]. هذا الحديث الشريف يدل على خطورة الغش وأثره السلبي على الإيمان، وأن الغشاش ليس من المسلمين حقًا، لأنه يخالف تعاليم الإسلام وأخلاقه. فالغش هو خيانة للأمانة، وكذب، وتدليس، وظلم للآخرين، وهذه كلها صفات مذمومة في الإسلام. ولهذا، يجب على المسلمين أن يبتعدوا عن الغش بكل أنواعه وأشكاله، وأن يلتزموا بالصدق والأمانة في كل أقوالهم وأفعالهم، وأن يكونوا قدوة حسنة لغيرهم في الأخلاق والقيم الإسلامية. فالإسلام هو دين الصدق والأمانة والعدل والإحسان، وهو دين يدعو إلى الخير والفضيلة، وينهى عن الشر والرذيلة.