يشهد عالمنا سباقا محموما حول العقول القادرة على فهم وتطوير الذكاء الاصطناعي فالتكنولوجيا تغير قواعد اللعبة بسرعة مذهلة ولم تعد مهارات الذكاء الاصطناعي مجرد ميزة اضافية بل اصبحت بوابة اساسية للعديد من الوظائف المستقبلية فالشركات تتنافس بشراسة لجذب الكفاءات الرقمية القادرة على تسخير هذه القوة التحويلية لصالحها.
الذكاء الاصطناعي والكفاءة الرقمية
اكدت دراسات حديثة مثل تلك التي أجرتها مايكروسوفت ولينكد ان ان غالبية كبيرة من قادة الأعمال لن يفكروا في توظيف مرشحين يفتقرون لمهارات الذكاء الاصطناعي بل انهم يفضلون بشكل واضح توظيف من يمتلك هذه المهارات حتى لو كانت خبرته العملية اقل مقارنة بغيره ممن يفتقدون لهذه الكفاءة الحيوية.
خريطة مواهب الذكاء الاصطناعي
في محاولة لفهم اين تتركز هذه المواهب الثمينة عالميا أطلقت منصة لينكد ان مؤشرا فريدا يقيس تركيز الكفاءات في مجال الذكاء الاصطناعي ويشمل ذلك مهارات تقنية متخصصة مثل تعلم الآلة ومهارات تطبيقية كاستخدام أدوات الذكاء التوليدي الشهيرة ويكشف المؤشر عن مفاجآت كبيرة في خريطة المواهب العالمية.
مفاجأة الصغار الكبار
المثير للدهشة هو تصدر دول صغيرة نسبيا مثل سنغافورة وفنلندا واسرائيل وايرلندا لهذا السباق العالمي متفوقة على دول اكبر حجما بكثير ويعود هذا التفوق الى استراتيجيات وطنية ذكية تركز على الاستثمار المبكر في التعليم التكنولوجي وبناء انظمة بيئية متكاملة تشجع على رعاية المواهب والابتكار المستمر.
الهند قادمة بقوة
ورغم عدم وجودها في قمة الترتيب الحالي إلا ان الهند تظهر كعملاق قادم بقوة مسجلة نموا هائلا في عدد المهنيين المكتسبين لمهارات الذكاء الاصطناعي وزيادة ملحوظة في معدلات التوظيف المتعلقة بهذا المجال مما يعكس تعطش السوق الهندي لهذه الخبرات وثقافة التعلم النشطة ويؤكد هذا المشهد المتغير ان الاستثمار في العقول الرقمية هو مفتاح الريادة في الاقتصاد العالمي الجديد.
يُعد الذكاء الاصطناعي من أبرز ملامح الثورة الرقمية الحديثة، إذ يسهم بشكل فعّال في تعزيز الكفاءة الرقمية بمختلف القطاعات الحيوية فقد باتت قدرته على تحليل البيانات الضخمة واتخاذ قرارات ذكية في وقت قصير من أهم عوامل تحسين الأداء ورفع الإنتاجية سواء في مجالات التعليم أو الصحة أو الصناعة أو الإدارة الحكومية.
ولا تقتصر الكفاءة الرقمية على مجرد استخدام الأجهزة والبرمجيات، بل تشمل أيضًا القدرة على التفاعل الواعي مع الأنظمة الذكية وفهم آليات عملها وتطويعها بما يخدم الأهداف المهنية أو المؤسسية ومع التوسع في تطبيقات الذكاء الاصطناعي مثل المساعدات الذكية والتحليلات التنبؤية وخوارزميات التعلم الآلي أصبح من الضروري أن يواكب الأفراد هذا التطور من خلال تنمية مهاراتهم الرقمية والاستعداد للتعامل مع متغيرات المستقبل بثقة وكفاءة.