أكد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، في كلمة بثتها قناة "القاهرة الإخبارية" على موقف إدارته الثابت تجاه إيران، والمتمثل في عدم السماح لها بامتلاك سلاح نووي. وشدد ترامب على أن هذا الأمر كان ولا يزال يشكل أولوية قصوى بالنسبة له، وأن الولايات المتحدة لن تتهاون في حماية مصالحها ومصالح حلفائها في المنطقة. تصريحات الرئيس السابق تعكس استمرار القلق الدولي بشأن برنامج إيران النووي، وتأتي في ظل مفاوضات متوقفة حول إحياء الاتفاق النووي الإيراني. ترامب كان قد انسحب من الاتفاق النووي في عام 2018، وفرض عقوبات اقتصادية مشددة على إيران، في محاولة للضغط عليها للتفاوض على اتفاق جديد أكثر شمولاً.
تدمير المنشآت النووية الإيرانية
وفي سياق حديثه عن البرنامج النووي الإيراني، أشار ترامب إلى أن إدارته قامت "بتدمير المنشآت النووية الإيرانية". لم يقدم الرئيس السابق تفاصيل إضافية حول طبيعة هذا التدمير أو توقيته، ولكن تصريحه هذا يثير تساؤلات حول العمليات التي نفذتها الولايات المتحدة ضد البرنامج النووي الإيراني خلال فترة رئاسته. يُذكر أن هناك تقارير متعددة تحدثت عن هجمات إلكترونية وعمليات تخريبية استهدفت منشآت نووية إيرانية، ولكن لم يتم تأكيد مسؤولية الولايات المتحدة عنها بشكل رسمي. تصريح ترامب قد يكون جزءًا من استراتيجيته لإظهار قوة إدارته في مواجهة التحديات الأمنية التي تواجهها الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط.
لا نسعى لتغيير النظام في إيران
على الرغم من موقفه المتشدد تجاه البرنامج النووي الإيراني، أكد ترامب أنه "لا يريد تغيير النظام في إيران". هذا التصريح يتماشى مع تصريحات سابقة لمسؤولين أمريكيين، مفادها أن هدف الولايات المتحدة ليس تغيير النظام السياسي في إيران، بل تغيير سلوكه، وخاصة فيما يتعلق ببرنامجه النووي ودعمه للجماعات المسلحة في المنطقة. التركيز على تغيير السلوك بدلاً من تغيير النظام يعكس إدراكًا أمريكيًا لصعوبة وتعقيد تغيير النظام السياسي في إيران، والمخاطر المحتملة المترتبة على مثل هذه الخطوة. ومع ذلك، يرى البعض أن الضغط الاقتصادي والعقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على إيران تهدف في نهاية المطاف إلى إضعاف النظام وإجباره على تقديم تنازلات.
إنقاذ حلف الناتو وخفض أسعار الطاقة
تطرق ترامب في كلمته إلى إنجازاته خلال فترة رئاسته، مشيرًا إلى أنه "أنقذ حلف الناتو من الانهيار". لطالما انتقد ترامب الدول الأعضاء في حلف الناتو لعدم إنفاقها ما يكفي على الدفاع، وطالبها بزيادة مساهماتها في ميزانية الحلف. كما تحدث ترامب عن "خفض أسعار الطاقة"، معتبرًا ذلك "أمرًا رائعًا". خفض أسعار الطاقة كان هدفًا رئيسيًا لإدارة ترامب، وقد اتخذت الإدارة خطوات لزيادة إنتاج النفط والغاز في الولايات المتحدة، وتخفيف القيود التنظيمية على صناعة الطاقة.
انتقاد أداء بايدن
في ختام كلمته، انتقد ترامب أداء الرئيس الحالي، جو بايدن، واصفًا إياه بأنه "رئيس ليس ذا كفاءة". لم يقدم ترامب تفاصيل إضافية حول أسباب انتقاده لبايدن، ولكن من المتوقع أن يستمر في انتقاد سياسات الرئيس الحالي في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصاد والسياسة الخارجية والأمن القومي. الانتقادات المتبادلة بين ترامب وبايدن تعكس الانقسام السياسي العميق في الولايات المتحدة، وتؤشر إلى منافسة محتملة بينهما في الانتخابات الرئاسية المقبلة. هذه التصريحات تأتي في سياق استعدادات محتملة لترامب للترشح للرئاسة مرة أخرى، وتسعى إلى تقويض ثقة الجمهور في إدارة بايدن.