أطلقت الشمس خلال الأيام الماضية دفعة هائلة من الطاقة المعروفة باسم الانبعاثات الكتلية الإكليلية وهي سحب ضخمة من الجسيمات المشحونة التي تندفع من سطح الشمس بسرعة هائلة باتجاه الأرض ومع اقتراب هذه الجسيمات من مجالنا المغناطيسي بدأت مراكز الأرصاد الفضائية حول العالم بإصدار التحذيرات والتوقعات حول الظاهرة المنتظرة.

الشفق القطبي يعود بقوة وقد تراه بعينك

واحدة من أبرز آثار هذه العاصفة الشمسية هي ظهور الشفق القطبي وهو عرض ضوئي طبيعي ساحر ناتج عن تفاعل الجسيمات الشمسية مع الغلاف الجوي للأرض وعادة ما يُشاهد في المناطق القطبية فقط لكن هذه المرة قد يمتد ظهوره إلى ولايات أمريكية كثيرة منها مينيسوتا وميشيغان ونيويورك وحتى بنسلفانيا بسبب قوة العاصفة.

السنة الحالية تحت المجهر بسبب النشاط الشمسي العالي

يؤكد علماء الفلك أن الشمس حاليا تمر بذروة نشاطها في دورة تستمر أحد عشر عاما وتُعد هذه الذروة من أقوى ما رُصد منذ سنوات طويلة وقد نشاهد خلال الأشهر القادمة المزيد من الظواهر المشابهة وربما نرى الشفق القطبي في مناطق لم نعتد رؤيته فيها من قبل مما يمنح هواة التصوير فرصة استثنائية لالتقاط مشاهد غير معتادة في سماء الليل.

مخاطر محتملة وتأثيرات غير مرئية

ليست كل آثار العواصف الشمسية مرئية أو لطيفة فقد تتسبب هذه الموجات الشمسية في تعطيل أنظمة الاتصالات اللاسلكية وتشويش إشارات الأقمار الصناعية وتداخل في أنظمة الملاحة الجوية وحتى التأثير على خطوط الكهرباء والأجهزة الحساسة وهو ما يجعل العلماء يتعاملون مع هذه الظواهر بجدية كبيرة ويضعون خطط طوارئ للاستجابة في حال تفاقم الوضع.

رسالة أخيرة لعشاق السماء

إذا كنت في موقع مناسب لمتابعة الظاهرة لا تفوت الفرصة جهز هاتفك أو كاميرتك وتأكد من وجودك في مكان منخفض الإضاءة لأن العرض السماوي الذي تنتظره ليس فقط جمالا بصريا بل تذكير بقوة الطبيعة وروعة الكون الذي نعيش فيه.

رغم الجمال الذي تحمله العاصفة إلا أن الجهات العلمية تحذر من آثار محتملة على البنية التحتية الرقمية فقد تتأثر خدمات الإنترنت والاتصالات خاصة تلك المعتمدة على الأقمار الصناعية مثل أنظمة الملاحة GPS كما قد يتعرض الطيران التجاري لتحديات في مسارات الطيران خاصة في خطوط الطيران عبر القطب الشمالي وهو ما يدفع شركات الطيران لمتابعة التحذيرات وتعديل المسارات إذا لزم الأمر.