شهدت السنوات الأخيرة طلبا متزايدا على بطاريات مرنة تتماشى مع تطور الأجهزة القابلة للارتداء والتقنيات المدمجة في الملابس لكن التحديات الكبرى التي واجهت هذه البطاريات كانت في هشاشتها وضعفها أمام الانثناء أو القطع الأمر الذي جعل من تطوير بطارية قادرة على الصمود ذاتيا حلما طال انتظاره اليوم نجح علماء من جامعات كبرى مثل كاليفورنيا بيركلي ومعهد جورجيا للتكنولوجيا وجامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا في تحويل هذا الحلم إلى واقع علمي ملموس.

بطاريات ليثيوم ذكية

تعتمد التقنية الجديدة على مادة البوليمر الزويتيريوني التي تحتوي على شحنات موجبة وسالبة في آن واحد ما يجعلها قادرة على جذب جزيئات الماء من الهواء وتثبيتها داخلها وهذا يلعب دورا رئيسيا في استقرار البطارية ويمنحها قدرة على تمرير أيونات الليثيوم بسهولة دون تعطيل الأداء كما استخدم الباحثون حمض الأكريليك كعامل ربط إلى جانب إلكتروليت مائي متطور خال من الفلور لتكوين وسط آمن وفعال يضمن ثباتا كهربائيا وصل إلى 3.11 فولت.

اختبارات قاسية تكشف عن أداء مذهل

لم يكن التقييم مقتصرا على المختبر فقط بل خضعت البطارية لاختبارات صارمة شملت الطعن بالإبر والقطع بالشفرة والثني المتكرر ومع ذلك نجحت البطارية في إصلاح نفسها ذاتيا بسرعة والعودة إلى العمل بكفاءة عالية وقد أظهرت أداء ثابتا لأكثر من شهر حتى في بيئة رطبة نسبيا بنسبة 50 بالمئة وهو ما يعكس مرونة غير مسبوقة في عالم البطاريات القابلة للارتداء.

تطبيقات تكنولوجية لا حدود لها

يفتح هذا الابتكار الطريق أمام استخدامات مستقبلية مذهلة منها ملابس ذكية قابلة للشحن أجهزة طبية مرنة مزروعة بأمان داخل الجسم وأدوات إلكترونية تستمر في العمل حتى بعد التعرض لأقسى الظروف ويتوقع أن تكون هذه التكنولوجيا حجر الأساس لجيل جديد من الأجهزة المحمولة التي تدمج بين المتانة والمرونة دون التضحية بالأداء أو الأمان.

هذا الاختراع لا يمثل فقط تطورا في تكنولوجيا البطاريات بل يعكس رؤية مستقبلية لأجهزة أكثر ذكاء وقوة ومرونة تواكب أسلوب الحياة العصري وتمنح المستخدم حرية أكبر دون الخوف من الأعطال المفاجئة أو التلف الدائم في زمن التقنية المتسارعة يبدو أن البطارية التي لا تموت أصبحت واقعا قريبا جدا من حياتنا اليومية.