يُعتبر موعد يوم عاشوراء لعام 2025 من أعظم الأيام في السنة الهجرية، ويحمل مكانة رفيعة في نفوس المسلمين لما له من فضل كبير وذكرى دينية عميقة. يأتي هذا اليوم في العاشر من شهر المحرم، أول شهور العام الهجري، ويُستحب فيه الصيام شكرًا لله تعالى، واقتداءً بسنة النبي محمد ﷺ، الذي حرص على صيامه وأوصى المسلمين بذلك. يوم عاشوراء ليس مجرد يوم عادي، بل هو فرصة عظيمة للتوبة والاستغفار، والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة. إن إحياء ذكرى هذا اليوم الفضيل، واستشعار معانيه العظيمة، يساهم في تعزيز الروح الإيمانية، وتقوية الروابط الاجتماعية، ونشر قيم التسامح والمحبة بين الناس. فالمسلم الحق يغتنم هذه الفرصة الثمينة، ويسعى جاهدًا لنيل رضا الله ومغفرته، والفوز بجنته ورضوانه. لذا وجب علينا التذكير بفضل هذا اليوم العظيم وأهميته في الدين الإسلامي.

 

موعد يوم عاشوراء لعام 2025

 

استنادًا إلى الحسابات الفلكية الدقيقة، يوافق يوم عاشوراء لهذا العام الهجري 1447، يوم الإثنين 6 يوليو 2025 ميلاديًا. يترقب المسلمون هذا اليوم للتقرب إلى الله بأعمال البر والطاعات، وعلى رأسها الصيام، لما في ذلك من أجر عظيم. فصيام يوم عاشوراء يكفر ذنوب السنة الماضية، كما ورد في الأحاديث النبوية الشريفة. وهذا يدل على عظيم فضل الله وكرمه على عباده، حيث يمنحهم فرصة سنوية لتطهير أنفسهم من الذنوب والخطايا. لذا يجب على كل مسلم أن يستعد لهذا اليوم العظيم، وأن يعزم على صيامه، وأن يكثر فيه من الدعاء والاستغفار، وأن يتصدق على الفقراء والمساكين، وأن يصل رحمه، وأن يفعل كل ما يقربه إلى الله تعالى. إن الاستعداد ليوم عاشوراء ليس مجرد استعداد جسدي بالصيام، بل هو استعداد روحي وإيماني، يتطلب من المسلم أن يراجع نفسه، وأن يتوب إلى الله من جميع ذنوبه، وأن يعزم على عدم العودة إليها، وأن يحرص على أداء الطاعات، واجتناب المعاصي.

 

سبب التسمية بـ “عاشوراء”

 

سُمي هذا اليوم بـ “عاشوراء” نسبة إلى كونه اليوم العاشر من شهر المحرم. وقد عُرف بهذا الاسم منذ زمن الجاهلية، إلا أن مكانته تعاظمت في الإسلام بعد أن صامه النبي ﷺ، عندما قدم إلى المدينة المنورة، ووجد اليهود يصومونه احتفالًا بنجاة نبي الله موسى عليه السلام وقومه من بطش فرعون، فقال ﷺ: “نحن أحق بموسى منهم”، فصامه وأمر بصيامه، ليصبح من السنن التي يُستحب للمسلمين اتباعها. إن قصة تسمية يوم عاشوراء تحمل في طياتها دلالات عميقة، فهي تذكرنا بنعمة الله على بني إسرائيل، ونجاتهم من الظلم والطغيان، كما أنها تدعونا إلى الاقتداء بالنبي ﷺ في حرصه على اتباع الحق، ونصرة المظلومين. فالمسلم الحق لا يرضى بالظلم، ولا يسكت عنه، بل يسعى جاهدًا لنصرة الحق، وإقامة العدل، والدفاع عن المظلومين، اقتداءً بنبينا الكريم ﷺ، الذي كان دائمًا ناصرًا للحق، ومدافعًا عن المظلومين.

 

فضل صيام يوم عاشوراء وتاسوعاء

 

ورد في السنة النبوية الشريفة العديد من الأحاديث التي تُبرز فضل صيام يوم عاشوراء، حيث بيَّن النبي ﷺ أن صيام هذا اليوم يكفّر ذنوب السنة الماضية، وهو من أعظم أوجه رحمة الله وكرمه بعباده، إذ يمنحهم فرصة سنوية للتوبة ومغفرة الخطايا الصغيرة. وقد كان النبي ﷺ يحرص على صيام عاشوراء، لكنه في آخر حياته أبدى رغبته في أن يصوم اليوم الذي قبله أيضًا، وهو يوم تاسوعاء، وذلك لمخالفة اليهود في طريقتهم، لذا يُستحب صيام يومي التاسع والعاشر من شهر المحرم معًا، لمن أراد تحصيل فضل أعظم، ومواكبة لسنة النبي ﷺ. إن صيام يومي تاسوعاء وعاشوراء معًا، هو من أفضل الأعمال التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى، فهو يدل على حرص المسلم على اتباع سنة النبي ﷺ، وعلى مخالفته لأهل الكتاب، وعلى رغبته في تحصيل الأجر العظيم. فالمسلم الحق لا يكتفي بصيام يوم عاشوراء فقط، بل يسعى لصيام يوم تاسوعاء معه، ليحصل على الأجر الكامل، وليكون من المقتدين بالنبي ﷺ في جميع أقواله وأفعاله.

 

أهمية يوم عاشوراء

 

لا يقتصر فضل عاشوراء على الصيام فحسب، بل هو يوم تُستحضر فيه معاني الصبر والتضحية والتوكل على الله، لما فيه من عبر تاريخية وإيمانية عظيمة، فهو يذكّر المسلم بنجاة موسى عليه السلام ومن آمن معه، ويُعد فرصة للتأمل في قصص الأنبياء ومواقفهم مع أقوامهم. كما أن عاشوراء يحمل بعدًا روحيًا مهمًا، حيث يسعى المسلمون فيه للتقرب من الله بالدعاء، وذكره، والتوبة، وصلة الرحم، وأعمال الخير، مما يجعل هذا اليوم مناسبة متكاملة للتجديد الإيماني مع مطلع عام هجري جديد. إن يوم عاشوراء ليس مجرد ذكرى تاريخية، بل هو مناسبة دينية عظيمة، تدعونا إلى التأمل في حالنا، وإلى محاسبة أنفسنا، وإلى التوبة إلى الله من جميع ذنوبنا، وإلى تجديد العهد مع الله على الطاعة والاستقامة. فالمسلم الحق يغتنم هذه الفرصة الثمينة، ويسعى جاهدًا ليكون من المقبولين عند الله، ومن الفائزين برضوانه وجنته.