يشهد قطاع غزة، وفقًا لتقارير من مصادر متعددة بما في ذلك يديعوت أحرونوت، تصاعدًا ملحوظًا في التوترات الداخلية، حيث تظهر مجموعات مسلحة جديدة تعمل بشكل مباشر ضد سلطة حماس، هذه التطورات، التي تحدث في كل من شمال وجنوب القطاع، تشير إلى بيئة أمنية معقدة ومتغيرة باستمرار، مما يطرح تساؤلات حول قدرة حماس على الحفاظ على سيطرتها الكاملة على المنطقة، إن ظهور هذه المجموعات لا يمثل فقط تحديًا أمنيًا لحماس، بل يعكس أيضًا ربما حالة من الاستياء المتزايد بين السكان المحليين، مدفوعة بالظروف الاقتصادية الصعبة، القيود المفروضة على الحركة، وتأثير الصراعات المتكررة مع إسرائيل. يديعوت أحرونوت تشير إلى أن هذه المجموعات تستخدم تكتيكات حرب العصابات، وتستهدف مواقع تابعة لحماس، وتقوم بعمليات تخريبية تهدف إلى زعزعة استقرار الوضع القائم هذه العمليات، وإن كانت محدودة النطاق حتى الآن، إلا أنها تحمل في طياتها إمكانية تصعيد كبير، خاصة إذا ما نجحت هذه المجموعات في جذب المزيد من المؤيدين أو الحصول على دعم خارجي.
أسباب ظهور المجموعات المسلحة الجديدة
تتعدد الأسباب التي تقف وراء ظهور هذه المجموعات المسلحة الجديدة في غزة أحد العوامل الرئيسية هو الإحباط المتزايد بين الشباب الفلسطيني، الذين يشعرون بأن حماس لم تتمكن من تحقيق تطلعاتهم في تحسين الظروف المعيشية، وتوفير فرص العمل، ورفع الحصار المفروض على القطاع بالإضافة إلى ذلك، هناك شعور بالاستياء تجاه أسلوب حكم حماس، الذي يتسم بالقمع السياسي والقيود المفروضة على الحريات الشخصية كما أن الصراعات الداخلية بين الفصائل الفلسطينية المختلفة، بما في ذلك تلك التي كانت متحالفة مع حماس في السابق، قد ساهمت في خلق بيئة مواتية لظهور هذه المجموعات الجديدة بعض التقارير تشير إلى أن هذه المجموعات تتلقى دعمًا ماليًا ولوجستيًا من جهات خارجية، تسعى إلى تقويض سلطة حماس وزعزعة استقرار القطاع. هذه الجهات قد تكون دولًا إقليمية أو منظمات متطرفة ترى في حماس عائقًا أمام تحقيق أهدافها الخاصة بغض النظر عن الأسباب المحددة، فإن ظهور هذه المجموعات المسلحة يمثل تطورًا خطيرًا يهدد بتقويض الاستقرار الهش في قطاع غزة.
تأثير التوترات على السكان المدنيين
إن تصاعد التوترات الداخلية في قطاع غزة له تأثير مباشر على حياة السكان المدنيين الخوف والقلق هما الشعوران السائدان، حيث يخشى الناس من اندلاع اشتباكات عنيفة بين حماس والمجموعات المسلحة الجديدة هذه الاشتباكات قد تؤدي إلى سقوط ضحايا مدنيين، وتدمير الممتلكات، وتعطيل الخدمات الأساسية بالإضافة إلى ذلك، فإن حالة عدم الاستقرار الأمني تعيق جهود الإغاثة الإنسانية، وتزيد من صعوبة وصول المساعدات إلى المحتاجين العديد من المنظمات الإنسانية العاملة في غزة أعلنت عن قلقها البالغ إزاء تدهور الأوضاع الأمنية، ودعت جميع الأطراف إلى ضبط النفس وحماية المدنيين إن استمرار هذه التوترات قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، التي تعاني بالفعل من نقص حاد في المياه والكهرباء والأدوية.
ردود فعل حماس والجهات الإقليمية والدولية
رد فعل حماس على ظهور هذه المجموعات المسلحة الجديدة كان مزيجًا من الإنكار والقمع في البداية، حاولت حماس التقليل من شأن هذه المجموعات، ووصفتها بأنها مجرد خلايا صغيرة لا تشكل تهديدًا حقيقيًا لسلطتها ومع ذلك، مع تصاعد وتيرة الهجمات، بدأت حماس في اتخاذ إجراءات قمعية ضد هذه المجموعات، واعتقلت العشرات من المشتبه بهم كما قامت حماس بتشديد الإجراءات الأمنية في مختلف أنحاء القطاع، ونشرت المزيد من قواتها في الشوارع. أما على الصعيد الإقليمي والدولي، فقد أثارت هذه التطورات قلقًا بالغًا العديد من الدول والمنظمات الدولية دعت إلى وقف العنف، وحثت جميع الأطراف على الحوار والتهدئة بعض الدول عرضت التوسط بين حماس والمجموعات المسلحة الجديدة، بهدف التوصل إلى حل سلمي للأزمة ومع ذلك، فإن فرص نجاح هذه الجهود تبدو محدودة، في ظل استمرار حالة الاستقطاب الشديدة بين الأطراف المتنازعة.
مستقبل قطاع غزة في ظل هذه التطورات
إن مستقبل قطاع غزة في ظل هذه التطورات يبدو قاتمًا إذا استمرت هذه التوترات الداخلية في التصاعد، فقد يؤدي ذلك إلى حرب أهلية شاملة، تزيد من معاناة السكان المدنيين، وتقوض أي فرصة لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة هناك خطر حقيقي من أن تستغل إسرائيل هذه التطورات لشن هجوم جديد على غزة، بحجة حماية أمنها في هذه الحالة، فإن الوضع الإنساني في القطاع سيتدهور بشكل كارثي الحل الوحيد للخروج من هذه الأزمة هو الحوار والتفاوض بين جميع الأطراف المعنية، بهدف التوصل إلى تسوية سياسية تضمن حقوق جميع الفلسطينيين، وتنهي الحصار المفروض على غزة، وتوفر الأمن والاستقرار للجميع ومع ذلك، فإن تحقيق هذا الحل يتطلب إرادة سياسية حقيقية من جميع الأطراف، وهو أمر غير متوفر حاليًا.