الغزال الأسمر، الأباتشي، شيكا... مهما تعددت الألقاب، يبقى محمود عبد الرازق شيكابالا اسماً محفوراً في قلوب جماهير نادي الزمالك. بعد مسيرة حافلة بالإنجازات والبطولات، قرر شيكابالا كتابة السطور الأخيرة في مسيرته الكروية، تاركاً وراءه إرثاً لا يُنسى في تاريخ الفارس الأبيض. أكثر من عقدين قضاها شيكابالا في خدمة الزمالك، مقدماً أداءً مميزاً جعله يحتل مكانة خاصة في قلب كل مشجع. شيكابالا ليس مجرد لاعب كرة قدم، بل هو أيقونة تمثل روح النادي، تاريخ مليء بالنجاحات، وكل بطولة رفعها "الأباتشي" كان لها طعم مختلف لدى جماهير نادي الزمالك. ومع إعلان شيكابالا الاعتزال، تسود مشاعر الفقدان لدى أبناء النادي، إلا أنه سيظل خالداً في وجدان أبناء ميت عقبة.

 

مسيرة شيكابالا مع الزمالك لم تكن مجرد سلسلة من المباريات والبطولات، بل كانت قصة عشق بين لاعب وجماهير، قصة وفاء وإخلاص قل نظيرها في عالم كرة القدم. شيكابالا لم يرتد قميص الزمالك فحسب، بل عاش من أجله، دافع عنه بكل ما أوتي من قوة، وتقاسم مع جماهيره لحظات الفرح والحزن. لطالما كان شيكابالا مصدر إلهام للاعبين الشباب، وقدوة حسنة داخل وخارج الملعب. تميز شيكابالا بمهاراته الفردية الفائقة، وقدرته على المراوغة والتسديد من مسافات بعيدة، فضلاً عن شخصيته القيادية وروحه القتالية العالية. كان شيكابالا دائماً ما يقدم كل ما لديه من أجل إسعاد جماهير الزمالك، ولم يبخل عليهم بجهد أو عرق.

 

إنجازات وبطولات الأسطورة

محمود عبد الرازق شيكابالا، من مواليد 5 مارس 1986 بقرية "الحصايا" بمحافظة أسوان، تدرّج في فرق الناشئين بنادي الزمالك، وانضم للفريق الأول وهو في عمر 15 عامًا و8 أشهر فقط، مما يعكس الموهبة الكبيرة التي كان يتمتع بها. خلال مسيرته الطويلة مع الزمالك، حقق شيكابالا العديد من الإنجازات والبطولات، التي ساهمت في كتابة اسمه بأحرف من نور في تاريخ النادي. فاز شيكابالا مع الزمالك بأربعة بطولات للدوري المصري الممتاز أعوام 2003 و 2004 و2021 و 2022، وخمس بطولات لكأس مصر أعوام 2008 و 2013 و 2016 و 2019 و 2021، وكأس السوبر الأفريقي عامي 2003 و 2020، وكأس السوبر المصري عام 2020، بالإضافة إلى بطولة الكونفدرالية الأفريقية مرة واحدة. هذه البطولات تعكس القيمة الكبيرة التي أضافها شيكابالا للزمالك، ودوره المحوري في تحقيق هذه الإنجازات.

 

شيكابالا والمنتخب المصري

لم يقتصر تألق شيكابالا على المستوى المحلي مع نادي الزمالك، بل امتد أيضاً إلى المستوى الدولي مع المنتخب المصري. شارك شيكابالا مع المنتخب المصري في العديد من البطولات والمناسبات، وساهم في تحقيق بعض الإنجازات الهامة. فاز شيكابالا مع منتخب مصر ببطولة كأس العالم العسكرية عام 2007، وكأس الأمم الأفريقية عام 2010، ودورة حوض وادي النيل عام 2011. هذه البطولات تؤكد على القيمة الكبيرة التي كان يمثلها شيكابالا للمنتخب المصري، ودوره الفعال في تحقيق هذه الإنجازات. على الرغم من أن مسيرته مع المنتخب لم تكن بنفس القدر من التألق الذي شهده مع الزمالك، إلا أنه يبقى لاعباً مؤثراً في تاريخ الكرة المصرية.

 

في الختام، يمكن القول أن اعتزال محمود عبد الرازق شيكابالا يمثل نهاية حقبة أسطورية في تاريخ نادي الزمالك. سيظل شيكابالا رمزاً للوفاء والإخلاص، ومثالاً يحتذى به للأجيال القادمة. ستظل جماهير الزمالك تتذكر شيكابالا بكل الحب والتقدير، وستبقى إنجازاته وبطولاته محفورة في ذاكرة النادي إلى الأبد. شكراً شيكابالا على كل ما قدمته للزمالك، ونتمنى لك التوفيق في حياتك المستقبلية.