فى إنجاز غير مسبوق، سجلت صادرات مصر من بطاطس المائدة أكثر من 1.3 مليون طن منذ بداية الموسم، وفقًا لما أعلنته اليوم السابع. هذا الرقم القياسي يعكس النمو الكبير في القطاع الزراعي المصري والمكانة المتزايدة التي يحظى بها في الأسواق العالمية. هذه الطفرة في الصادرات تأتي نتيجة لعدة عوامل، منها جودة المنتج المصري، والجهود المبذولة لتحسين عمليات الزراعة والتعبئة والتغليف، بالإضافة إلى الدعم الحكومي المقدم للمزارعين. البطاطس المصرية أصبحت الآن منافسًا قويًا في الأسواق الأوروبية والآسيوية والأفريقية، وذلك بفضل مذاقها المميز وقيمتها الغذائية العالية. هذه الزيادة في الصادرات تساهم بشكل كبير في تعزيز الاقتصاد الوطني وتوفير العملة الصعبة، كما أنها تخلق فرص عمل جديدة في القطاع الزراعي والصناعات المرتبطة به.

 

جهود مكثفة لمكافحة العفن البني

بالتزامن مع هذا النجاح الكبير في الصادرات، تبذل وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي جهودًا حثيثة لمكافحة آفة العفن البني في البطاطس، وذلك لضمان جودة المحصول وتنافسيته في الأسواق العالمية. العفن البني هو مرض فطري يصيب البطاطس ويتسبب في تلف المحصول وتقليل إنتاجيته. وزارة الزراعة تقوم بتنفيذ برنامج شامل لمكافحة هذا المرض، يشمل إجراءات وقائية وعلاجية، بالإضافة إلى توعية المزارعين بأفضل الممارسات الزراعية للحد من انتشار المرض. هذا البرنامج يعتمد على استخدام أحدث التقنيات والمبيدات الآمنة، بالإضافة إلى التعاون مع الخبراء والباحثين في مجال أمراض النبات. هذه الجهود المكثفة تهدف إلى حماية محصول البطاطس المصري من هذا المرض الخطير وضمان استمرار تصديره بجودة عالية.

 

وأكدت الدكتورة نجلاء بلابل، مدير مشروع حصر ومكافحة العفن البني بالبطاطس، استمرار أعمال المتابعة الدقيقة للحصاد والمناطق الخالية من المرض في جميع المحافظات. ويواصل مهندسو المشروع في المناطق الخالية عملهم الدؤوب لمتابعة عمليات حصاد البطاطس وتحرير المحاضر بالكميات المحصودة. كما يقومون بمراجعة دقيقة لكميات الحصاد لكل شركة، ومقارنتها بالكميات المفحوصة لضمان عدم تجاوز كميات الفحص للكميات المحصودة، ما يعكس التزامًا صارمًا بالشفافية والجودة. هذا الالتزام بالجودة والشفافية هو ما يميز المنتج المصري ويجعله مفضلًا لدى المستوردين في جميع أنحاء العالم. وزارة الزراعة تولي اهتمامًا كبيرًا بتطبيق أعلى معايير الجودة في جميع مراحل إنتاج البطاطس، بدءًا من الزراعة وحتى التعبئة والتغليف والتصدير.

 

وفي تطور لافت، كشفت بلابل عن الدور المحورى لوحدة الرصد والمتابعة بالمشروع. فمن خلالها، يتم مراجعة بيانات الاستمارات التي يرسلها المهندسون ميدانيًا عبر الأجهزة اللوحية (التابلت) إلى منصة مركزية لإعداد واستقبال البيانات، وهذه العملية تتيح إصدار تقارير ومؤشرات دقيقة عن أداء المهندسين في المناطق الخالية. استخدام التكنولوجيا الحديثة في مكافحة الأمراض الزراعية هو اتجاه عالمي تتبعه مصر، وذلك لزيادة كفاءة العمليات وتقليل التكاليف. هذه التقنيات تساعد على تحديد المناطق المصابة بالمرض بدقة وسرعة، مما يسمح باتخاذ الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب.

 

لم تقتصر جهود المشروع على المتابعة الميدانية، بل امتدت لتشمل أعمال الصيانة، تأسيس مناطق جديدة، وإجراء تحليلات متقدمة باستخدام تقنية الاستشعار عن بعد. تشمل هذه التحليلات قياس ملوحة التربة، مستويات الكلوروفيل، والمحتوى المائي للمجموع الخضري، مما يوفر بيانات حيوية لدعم الزراعة المستدامة. الزراعة المستدامة هي مفهوم يهدف إلى تحقيق التوازن بين الإنتاج الزراعي والحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية. وزارة الزراعة تتبنى استراتيجية شاملة لتحقيق الزراعة المستدامة في مصر، وذلك من خلال استخدام تقنيات الري الحديثة، وتقليل استخدام الأسمدة والمبيدات الكيماوية، وتشجيع الزراعة العضوية، والحفاظ على التنوع البيولوجي. هذه الاستراتيجية تهدف إلى ضمان استدامة القطاع الزراعي المصري على المدى الطويل.