في مشهد مؤثر خيم عليه الحزن والأسى، شيع الآلاف من أهالي قرية تلوانه التابعة لمركز الباجور بمحافظة المنوفية، جثمان المهندس أحمد مصطفى الدرس، أحد ضحايا الحريق المأساوي الذي اندلع في سنترال رمسيس. الشاب، الذي كان يستعد لدخول القفص الذهبي، رحل في حادث أليم أثناء تأدية عمله، تاركًا وراءه قلوبًا دامية وعيونًا تذرف الدمع. الجنازة التي انطلقت من مسجد الأربعين بالقرية، تحولت إلى موكب جنائزي مهيب، يعكس مدى حب وتقدير الأهالي لابن قريتهم الذي عرف عنه دماثة الخلق وحسن المعشر. الصراخ والعويل ارتفع من بين المشيعين، الذين لم يتمالكوا دموعهم وهم يودعون الشاب إلى مثواه الأخير بمقابر العائلة في تلوانه.

 

تلقى أهالي القرية نبأ وفاة المهندس أحمد بصدمة كبيرة، حيث كان الشاب يتمتع بشعبية واسعة بين أقرانه وجيرانه. خالد كمال ذكي، أحد أهالي القرية، أكد أن المتوفى كان خريج كلية الهندسة الإلكترونية بجامعة المنوفية، وكان مثالاً للشاب الطموح والمجتهد. وأضاف أن أحمد كان يستعد لحفل خطوبته يوم الجمعة المقبل، وأن الفرحة كانت تعم أرجاء المنزل والقرية استعدادًا لهذه المناسبة السعيدة. لكن القدر لم يمهله، وخطفه الموت في حادث مأساوي، ليحول الفرح إلى حزن والبهجة إلى دموع.

 

الحادث الذي وقع في سنترال رمسيس، أسفر عن وفاة أربعة من العاملين في قطاع الاتصالات، الذين كانوا يؤدون عملهم داخل المبنى. ووفقًا للبيان الرسمي الصادر عن الشركة المصرية للاتصالات، فإن الحريق اندلع في أحد الطوابق نتيجة ماس كهربائي. وتوافدت أسر الضحايا على مشرحة زينهم منذ ساعات الصباح الباكر، وسط حالة من الحزن الشديد، لاستكمال الإجراءات القانونية واستلام جثامين ذويهم. وتم نقل الجثامين إلى المحافظات التي ينتمي إليها الضحايا، لإقامة الجنازات وتوديعهم إلى مثواهم الأخير.

 

شهد محيط مشرحة زينهم حالة من التأثر والحزن الشديدين من قبل ذوي الضحايا وزملائهم، الذين عبروا عن صدمتهم من الحادث المفجع. الكلمات عجزت عن وصف حجم المأساة التي حلت بهم، والفراق الأبدي الذي فرض عليهم. الزملاء تحدثوا عن تفاني الضحايا في عملهم، وإخلاصهم لشركتهم، مؤكدين أنهم كانوا مثالاً للموظف الملتزم والمجتهد. وناشدوا الجهات المسؤولة بضرورة إجراء تحقيق شامل في الحادث، والكشف عن أسبابه وملابساته، واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.

 

من جانبه، نعى وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الضحايا، وأكد في تصريحات صحفية خلال تفقده موقع الحادث، أن الوزارة تتابع مجريات التحقيقات، كما وجه بسرعة صرف التعويضات المالية المقررة لأسر الضحايا، تقديرًا لتضحياتهم. الحادث الأليم خلف وراءه حزنًا عميقًا في قلوب أسر الضحايا وزملائهم، وأثار تساؤلات حول إجراءات السلامة المتبعة في المباني الحكومية والخاصة، وضرورة التأكد من تطبيقها بشكل كامل، لتجنب وقوع مثل هذه الحوادث المأساوية في المستقبل.رحم الله المهندس أحمد الدرس وجميع ضحايا الحريق، وألهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان.