نشرت منظمة الصحة العالمية التقرير رقم 55 لتفشي جدرى القرود في عدد من البلدان، والذي يقدم تفاصيل شاملة حول الوضع الوبائي العالمي لهذا المرض، مع التركيز بشكل خاص على الوضع في أفريقيا. يعرض التقرير بيانات محدثة حتى 6 يوليو 2025، ويتضمن آخر المستجدات حول الاستجابة التشغيلية حتى 9 يوليو 2025. يهدف هذا التقرير إلى تزويد الحكومات والمنظمات الصحية والعامة بالمعلومات اللازمة لفهم وتقييم المخاطر المرتبطة بجدرى القرود، واتخاذ القرارات المناسبة للحد من انتشاره وحماية الصحة العامة. يعد هذا التقرير مرجعاً هاماً للمهتمين بالشأن الصحي العالمي.

 

أبرز النقاط الرئيسية في التقرير

يشير التقرير إلى أن جميع سلالات فيروس جدرى القرود (MPXV) لا تزال منتشرة في العديد من البلدان حول العالم. وتؤكد المنظمة على أنه إذا لم يتم احتواء هذه الفاشيات بسرعة ووقف انتقالها بين البشر، فإنها تشكل خطراً داهماً بانتقالها المستدام بين الدول. هذا التحذير يشدد على الحاجة إلى اتخاذ تدابير فعالة وفورية لاحتواء انتشار الفيروس ومنع تحوله إلى وباء عالمي. يتضمن ذلك تعزيز المراقبة الوبائية، وتوفير التشخيص السريع، وتنفيذ حملات التطعيم، وتوعية الجمهور حول طرق الوقاية. التعاون الدولي ضروري لتبادل المعلومات والموارد وتنسيق الجهود لاحتواء هذا التهديد الصحي.

منذ الإصدار الأخير للتقرير، لم تبلغ أي دولة جديدة عن حالات إصابة بفيروس جدرى القرود السلالة Ib MPXV للمرة الأولى. ومع ذلك، أبلغت 19 دولة أفريقية عن استمرار انتقال فيروس جدرى القرود من النوع الثاني (IIb MPXV) خلال الأسابيع الستة الماضية. ويستمر الإبلاغ عن حالات الإصابة بالفيروس من النوع الثاني (IIb MPXV) في غرب أفريقيا، بينما أبلغت دول وسط أفريقيا عن حالات إصابة بفيروس جدرى القرود من النوع الأول (Ia) والنوع الأول (Ib MPXV)، وأبلغت دول شرق أفريقيا عن حالات إصابة بالفيروس من النوع الأول (Ib MPXV). هذه البيانات تؤكد أن أفريقيا لا تزال بؤرة لتفشي جدرى القرود، مما يتطلب تركيز الجهود والموارد على هذه المنطقة.

 

يعزو التقرير الانخفاض العام الأخير في عدد الحالات المؤكدة في جميع أنحاء القارة إلى انخفاض عدد الحالات في سيراليون وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وبعض التأخير في الإبلاغ. ولا تزال جمهورية الكونغو الديمقراطية تواجه تحديات في الوصول إلى خدمات الفحص. في المقابل، لوحظ اتجاه تصاعدي في غرب أفريقيا، وخاصة في غينيا وليبيريا وتوجو، حيث سُجِّلت حالات تفشي متزايدة لفيروس جدرى القرود من النوع الثاني (MPXV) خلال الأسابيع الأخيرة. هذا التباين في الاتجاهات يشير إلى أن الاستجابة للوباء يجب أن تكون مصممة خصيصاً لتلبية الاحتياجات الخاصة لكل بلد ومنطقة.

 

بالإضافة إلى ذلك، أبلغت الصين عن 9 حالات إضافية من الفيروس من النوع Ib MPXV منذ آخر تقرير حالة. ولا تزال التحقيقات الوبائية جارية لبعض هذه الحالات، ويُصنف وضع انتقال فيروس جدرى القرود من النوع Ib MPXV في الصين بأنه "غير معروف" في انتظار مزيد من المعلومات. كما أبلغت تركيا منظمة الصحة العالمية بأثر رجعي عن حالة إصابة بالفيروس (MPXV) من النوع Ia، اكتُشفت في أكتوبر الأول 2024 لدى مسافر قادم من جمهورية الكونغو الديمقراطية. ولم تُسجل أى حالات ثانوية بين مخالطي الحالة الذين خضعوا للمراقبة. هذه الحالات تؤكد أن جدرى القرود لا يزال يمثل تهديداً عالمياً، وأن المراقبة المستمرة والاستجابة السريعة ضروريان لمنع انتشاره.