في مثل هذا اليوم، 6 مايو، تحيي جماهير النادي الأهلي الذكرى الثالثة والعشرين لرحيل أحد أعظم رموز الرياضة المصرية، "المايسترو" صالح سليم، الذي ترك إرثًا خالدًا في قلوب عشاق القلعة الحمراء ومحبّي كرة القدم عمومًا.
الأهلي يحيي الذكرى الـ23 لرحيل المايسترو صالح سليم: أسطورة لا تنسى
نشر الحساب الرسمي للنادي الأهلي عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" صورة للمايسترو الراحل، مرفقة برسالة مؤثرة جاء فيها: "تحل اليوم ذكرى رحيل الأسطورة والأب الروحي.. لن ننساك يا مايسترو"؛ بهذه الكلمات أعاد النادي التذكير بالدور الاستثنائي الذي لعبه صالح سليم داخل جدران النادي وعلى مدار عقود.
ولد صالح سليم في حي الدقي بمحافظة الجيزة يوم 11 سبتمبر عام 1930، في أسرة راقية تنتمي والدته زين الشرف إلى السلالة الهاشمية؛ كما بدأ مشواره الرياضي في سن مبكرة من خلال فريق مدرسة الأورمان، ثم انضم لمنتخب المدارس خلال دراسته في مدرسة السعيدية.
وفي عام 1944، اكتشفه المدرب حسن كامل، فانضم إلى صفوف ناشئي النادي الأهلي. ولم تمضي سوى أشهر قليلة حتى صعد إلى الفريق الأول وهو لم يبلغ السابعة عشرة من عمره.
أول أهدافه الرسمية وبداية التألق
شارك صالح سليم لأول مرة بقميص الفريق الأول في مباراة أمام المصري البورسعيدي في 5 نوفمبر 1948 على ملعب الأهلي بالجزيرة، ضمن الجولة الثالثة من الدوري الممتاز المصري، وتمكن يومها من تسجيل أول أهدافه الرسمية، في بداية لمسيرة أسطورية دامت حتى عام 1967، حين أعلن اعتزاله اللعب رسميًا.
أرقام وبطولات لا تنسى
خلال مشواره مع الفريق، شارك صالح سليم في أكثر من 185 مباراة، وسجل 99 هدفًا، منها 78 في الدوري، 17 في كأس مصر، 3 في كأس الجمهورية العربية المتحدة، وهدف واحد في دوري منطقة القاهرة. كما حصد 11 لقبًا للدوري الممتاز من أصل 15 موسمًا، بالإضافة إلى 8 ألقاب لكأس مصر، ولقب كأس الجمهورية العربية المتحدة عام 1961.
واحتفظ صالح سليم بعدة أرقام قياسية، أبرزها تسجيله 7 أهداف في مباراة واحدة أمام الإسماعيلي عام 1958، واشتراكه مع زميله السابق توتو في رقم الفوز المتتالي بالدوري لـ9 مواسم.
تجربة احترافية نادرة في عصرها
في منتصف مسيرته، خاض صالح سليم تجربة احترافية قصيرة خارج البلاد مع نادي جراتس النمساوي، وهي خطوة كانت نادرة في ذلك الزمان، قبل أن يعود من جديد إلى النادي الأهلي ويختتم مسيرته في صفوفه حتى عام 1967.
من لاعب إلى رمز إداري
لم يتوقف تأثير صالح سليم عند حدود المستطيل الأخضر، بل انتقل إلى الإدارة وواصل مسيرته بالنجاح نفسه، وتولى رئاسة النادي الأهلي لعدة فترات، أبرزها تلك التي قاد فيها النادي لتحقيق الاستقرار والتطور المؤسسي، وغرس مبدأ "الأهلي فوق الجميع"، الذي أصبح شعارًا خالدًا للنادي.
تحت قيادته الإدارية، شهد الأهلي العديد من النجاحات، سواء في البطولات المحلية أو على المستوى القاري، فضلًا عن النهضة الإنشائية والإدارية التي مهّدت لما أصبح عليه النادي اليوم.
وفاته وخلوده في الذاكرة
رحل صالح سليم عن عالمنا يوم 6 مايو 2002 بعد صراع مع المرض، لكن ذكراه بقيت حية في وجدان كل محبي النادي الأهلي، ليس فقط كلاعب أو إداري، بل كقائد ورمز وقيمة رياضية وإنسانية رفيعة.
المايسترو لم يكن مجرد نجم في تاريخ الأهلي، بل كان روحًا وقلبًا نابضًا للنادي، لم يكن يتحدث كثيرًا، لكن أفعاله كانت أبلغ من الكلمات، وشخصيته كانت مصدر إلهام للأجيال المتعاقبة، وفي ذكراه الثالثة والعشرين، لا يزال اسمه يتردد في أرجاء القلعة الحمراء كمنارة خالدة لا تنطفئ.