أثار المدافع الإنجليزي فيكايو توموري حالة من القلق داخل أروقة نادي ميلان الإيطالي، بعدما تعرض لإصابة قوية خلال مواجهة فريقه أمام بولونيا ضمن الجولة 36 من منافسات الدوري الإيطالي، وذلك قبل أيام فقط من مواجهة الفريق ذاته في نهائي بطولة كأس إيطاليا، والمقرر إقامته يوم الأربعاء المقبل.
بداية المباراة وإصابة مبكرة
جاءت إصابة توموري مبكرًا في اللقاء الذي أقيم على ملعب سان سيرو، إذ لم يُكمل اللاعب سوى 14 دقيقة فقط على أرض الملعب، قبل أن يطلب التبديل بسبب تعرضه لإصابة خطيرة على مستوى الرأس والعنق.
بدأت الواقعة عندما حاول توموري إبعاد تمريرة خطيرة من لاعب بولونيا برأسه باتجاه حارس مرمى فريقه مايك ماينان، لكن خلال التحرك، اصطدم اللاعب بظهر أحد لاعبي بولونيا بعد أن فقد توازنه، ليسقط بطريقة مقلقة على الأرض.
فقدان توازن ودوار
ورغم أنه حاول استكمال اللعب بعد تلقيه العلاج الأولي من الطاقم الطبي، إلا أن اللاعب لم يلبث أن سقط مجددًا وسط حالة من التوتر على وجوه زملائه والجهاز الفني.
وأفادت قناة "سكاي سبورت إيطاليا" أن توموري شعر بـدوار واضح وصعوبة في الرؤية بعد سقوطه، كما أشار إلى شعوره بألم في الرقبة نتيجة قوة الصدمة، ما دفع الطاقم الطبي لمطالبته بالخروج فورًا وعدم المجازفة بإكمال اللقاء.
ووفقًا للمصادر ذاتها، فإن اللاعب غادر الملعب تحت المتابعة الدقيقة، ومن المنتظر أن يخضع لسلسلة من الفحوصات الطبية خلال الساعات المقبلة، لتقييم حالته وتحديد مدى قدرته على اللحاق بمباراة نهائي الكأس.
تبديل اضطراري ودخول مالك ثياو
اضطر مدرب الفريق، سيرجيو كونسيساو، إلى إجراء تبديل اضطراري مبكر، حيث أشرك المدافع الألماني مالك ثياو بدلًا من توموري، ليعيد ترتيب خط الدفاع في مواجهة منافس قوي مثل بولونيا، الذي يقدم موسمًا مميزًا.
وقد أثرت الإصابة بوضوح على أداء الفريق، خاصة في الشوط الأول الذي بدا فيه ميلان متأثرًا نفسيًا بخروج أحد أعمدته الدفاعية.
نهائي الكأس تحت التهديد
مع اقتراب موعد نهائي كأس إيطاليا المقرر يوم الأربعاء المقبل، فإن حالة توموري باتت محل شك كبير، وهو ما يُربك حسابات الجهاز الفني للميلان، الذي كان يعول على اللاعب في قيادة الدفاع خلال اللقاء المرتقب.
ويُعد توموري أحد الركائز الأساسية في دفاع الروسونيري، ومنذ انتقاله من تشيلسي، أثبت نفسه كقلب دفاع يعتمد عليه، لما يتميز به من صلابة وقراءة جيدة للعب، بالإضافة إلى السرعة والارتقاء العالي.
غيابه عن المباراة النهائية في حال تأكد، قد يُجبر المدرب على الاعتماد على ثنائي بديل يفتقر إلى الانسجام الكامل في مواجهات كبيرة، ما قد يُضعف من فرص ميلان في التتويج باللقب.
ميلان يعاني في الدوري
لا يعيش فريق ميلان أفضل مواسمه على صعيد الدوري، حيث يحتل المركز التاسع برصيد 57 نقطة، ويواجه خطر الغياب عن البطولات الأوروبية الموسم المقبل، ما يُزيد من أهمية التتويج بكأس إيطاليا كفرصة أخيرة لإنقاذ الموسم.
في المقابل، يواصل بولونيا عروضه القوية، ويحتل المركز السابع برصيد 62 نقطة، ويبدو في طريقه لضمان مقعد أوروبي، سواء عبر الدوري أو الكأس، مما يُضيف مزيدًا من الحماس لمواجهة الفريقين في النهائي المرتقب.
دعم جماهيري لتوموري
وعقب المباراة، شهدت منصات التواصل الاجتماعي دعمًا واسعًا للاعب من جماهير ميلان، الذين أعربوا عن قلقهم من خطورة الإصابة، وتمنوا له الشفاء العاجل، خاصة مع أهمية وجوده في المباريات المتبقية من الموسم.
كما عبر عدد من زملائه عن تضامنهم معه عبر منشورات على "إنستجرام"، في إشارة إلى الروح الجماعية التي تسود الفريق رغم النتائج المتباينة هذا الموسم.
من المنتظر أن يصدر نادي ميلان بيانًا رسميًا خلال الساعات المقبلة يكشف فيه تفاصيل حالة توموري الطبية، وتحديد ما إذا كان سيتمكن من العودة سريعًا، أم أن الإصابة ستُبعده عن الملاعب لفترة أطول.
ومع اقتراب موعد النهائي، تظل الجماهير تترقب مصير أحد أبرز مدافعي الفريق، في وقت لم يعد فيه النادي يملك رفاهية فقدان المزيد من عناصره الأساسية.