في خطوة غير مسبوقة نحو تحقيق الأمن الغذائي، أعلنت المملكة العربية السعودية في 9 مايو 2025 عن إطلاق مشروع "نيوم الزراعي"، وهو أول مجمع زراعي ذكي متكامل في منطقة الشرق الأوسط. يقع المشروع في قلب مدينة نيوم المستقبلية، ويهدف إلى تحويل الصحراء إلى واحة إنتاجية باستخدام تقنيات الزراعة العمودية والذكاء الاصطناعي.

 

يُعد "نيوم الزراعي" جزءًا من رؤية السعودية 2030، ويهدف إلى تقليل الاعتماد على واردات الغذاء وتعزيز الاكتفاء الذاتي. يُتوقع أن يُنتج المشروع أكثر من 300 ألف طن من الخضروات والفواكه سنويًا، مما يُسهم في تلبية احتياجات السوق المحلية وتصدير الفائض.

 

التقنيات المستخدمة

يعتمد المشروع على أحدث تقنيات الزراعة الذكية، بما في ذلك الزراعة العمودية التي تسمح بزراعة المحاصيل في طبقات متعددة داخل منشآت مغلقة، مما يقلل من استهلاك المياه بنسبة تصل إلى 90% مقارنة بالزراعة التقليدية. كما يُستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات البيئية وتحسين ظروف النمو، بالإضافة إلى تقنيات الاستشعار عن بُعد لمراقبة صحة النباتات.

 

الشراكات الدولية

تعاونت السعودية مع عدد من الشركات العالمية الرائدة في مجال التكنولوجيا الزراعية، بما في ذلك شركات من اليابان وهولندا والولايات المتحدة. تهدف هذه الشراكات إلى نقل المعرفة وتدريب الكوادر المحلية على أحدث الأساليب الزراعية، مما يُعزز من قدرات المملكة في هذا المجال.

 

الأثر البيئي والاجتماعي

يُتوقع أن يُسهم "نيوم الزراعي" في تقليل البصمة الكربونية للقطاع الزراعي في السعودية، من خلال تقنيات الزراعة المستدامة واستخدام مصادر الطاقة المتجددة. كما يُوفر المشروع فرص عمل جديدة للمواطنين، ويُعزز من التنمية الاقتصادية في المنطقة.

 

التطلعات المستقبلية

تُخطط السعودية لتوسيع مشروع "نيوم الزراعي" ليشمل إنتاج البروتينات النباتية والأسماك من خلال تقنيات الاستزراع المائي. كما تُدرس إمكانية تصدير نموذج المشروع إلى دول أخرى في المنطقة، مما يُعزز من مكانة المملكة كقائد إقليمي في مجال الزراعة الذكية.

 

ردود الفعل الدولية

قوبل إعلان المشروع بترحيب واسع من قبل المجتمع الدولي، حيث أشادت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) بالخطوة، معتبرة إياها نموذجًا يُحتذى به في مواجهة تحديات الأمن الغذائي وتغير المناخ كما أعربت دول عربية عن اهتمامها بالتعاون مع السعودية في مشاريع مماثلة.

 

 

يُعد مشروع "نيوم الزراعي" خطوة جريئة نحو تحقيق الأمن الغذائي والاستدامة البيئية في المملكة العربية السعودية، ويُعزز من مكانتها كدولة رائدة في تبني التقنيات الحديثة لمواجهة التحديات المستقبلية.