شهدت العاصمة المغربية الرباط انطلاقة مشروع المدينة الذكية الجديدة في ضاحية سلا والذي يعد اول تجربة من نوعها في الوطن العربي يجري بناؤها على مساحة واسعة تتجاوز المئة كيلومتر مربع وتجمع بين وحدات سكنية مدمجة ومراكز تجارية ومناطق خضراء مترابطة بواسطة شوارع ذكية تعتمد الاجهزة الاستشعارية على شبكات الجيل السادس وخوارزميات الذكاء الاصطناعي لترشيد استهلاك الطاقة والمياه مع توظيف فرق من الخبراء الوطنيين والاجانب لادارة المنظومة بشكل كامل وتطبيق مبادئ المدن المستدامة وذلك في مبادرة تضع المغرب في طليعة الدول التي تسعى الى دمج التقنية مع الحياة اليومية وبشكل يضمن تحسين جودة الخدمات وتعزيز رفاهية المواطنين بينما ركزت الفقرة الاولى من المشروع على توفير بنية تحتية رقمية متقدمة قادرة على التنبؤ بالازمات البيئية والصحية وتوجيه الاسعافات والطوارئ بدقة فائقة

 

شبكة مواصلات ذكية تدعم التنقل وتقلل الانبعاثات


تم تصميم نظام النقل داخل المدينة الذكية على شكل شبكة مواصلات عامة تشمل قطارات كهربائية خفيفة وحافلات ذاتية القيادة مزودة بتقنية الاتصالات عن بعد لتنسيق حركة المرور وتخفيف الازدحام مع ربط المحطات بمرائب تحت الارض تحتوي على محطات شحن سريعة للسيارات الكهربائية وتشغيل اطوار مولدات للطاقة الشمسية فوق سقف المحطات لتوليد الطاقة اللازمة لعمل الانظمة الالكترونية الامر الذي يقلل الانبعاثات الكربونية ويعزز من فاعلية الفقرة الثانية للمشروع في المساهمة بجهود المغرب الطموحة لتحقيق الحياد الكربوني قبل عام 2050 ويوفر ايضا مسارات للدراجات النارية الكهربائية وتطبيقات ذكية ترشد المشاة والسائقين لاختيار افضل السبل للمشي والقيادة

 

تكامل خدمات المدفوعات الذكية والاشخـاص الافتراضيين


ضمن عناوين الفرعي في الفقرة الثالثة اطلقت المدينة منصة موحدة للخدمات الحكومية والادارية تسمح للمواطنين والوافدين بتجديد الوثائق ودفع الفواتير وتقديم شكاوى الصيانة عبر هواتفهم الذكية او عبر اذرع روبوتية تفاعلية منتشرة في الميادين العامة كما يعمل نظام امني متكامل يعتمد على التعرف الوجهي وتحليل الصور في الوقت الفعلي لتأمين المباني والمنشآت مع مراعاة خصوصية البيانات الشخصية وفق تشريعات حديثة كما احدثت الفقرة ايضا مكتبة رقمية تفاعلية تستخدم الواقع المعزز لتعليم الاطفال والشباب وتتيح لهم فرصة الولوج الى المحتوى العلمي والثقافي الدولي بشكل سلس وميسر

 

انعكاسات اقتصادية واجتماعية تعزز مكانة المغرب


يرى المحللون ان افتتاح المدينة الذكية سيولد اكثر من ثلاثين الف وظيفة مباشرة وغير مباشرة في مختلف القطاعات من مقاولات البناء والتكنولوجيا والسياحة والترفيه بينما قدرت الاستثمارات الاجنبية الملتزمة بالمشروع بحوالي خمسة مليارات دولار مما يعزز من مكانة المغرب كلاعب اقليمي في جذب الاستثمارات وتقنيات المستقبل ويضيف الفقرة الرابعة بعدا تنمويا لاقتصاد المملكة ويحفز المدن الاخرى في الوطن العربي على تبني نماذج مشابهة لتطوير بنيتها وقواها العاملة كما من المتوقع ان ترتفع نسب النمو المحلي وتحسن مستويات المعيشة من خلال توفير بيئة عمل جاذبة للموهوبين ورواد الاعمال

 

دعوات عربية للتعاون ونقل التجربة وتعميمها


مع نجاح حفل الافتتاح الواقعي في الرباط اصبحت المدينة الذكية محط انظار الدول العربية التي بدأت تفاوض المغرب لنقل التقنية والخبرة الى بلدانها واطلاق مشاريع مشتركة في السعودية والامارات والاردن خاصة في مجالات الطاقة المتجددة وتحلية المياه والجمارك الذكية وانشاء مناطق لوجستية رقمية الامر الذي يمثل انعكاسا للفـقرة الخامسة على رغبة الشعوب ومؤسسات القطاع العام في الوطن العربي بتعزيز التعاون التقني والمعرفي عبر تبادل الخبرات واستقطاب الشركات العالمية المختصة لضمان سرعة الانجاز وتخفيض التكاليف وتحقيق التنمية المستدامة في مختلف المرافق الحيوية.