أثارت حملة دعائية جديدة أطلقتها شركة الاتصالات الراعية للنادي الأهلي المصري عاصفة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما اعتبرتها جماهير نادي الزمالك المصري إساءة صريحة لناديهم.
أزمة إعلان راعي الأهلي تشعل الجدل بين جماهير الأهلي والزمالك: ساويرس يتدخل بتعليق ساخر
الإعلان الذي حمل في طياته مشاهد رمزية فسّرها البعض على أنها سخرية من القلعة البيضاء، دفع إدارة نادي الزمالك إلى تقديم بلاغ رسمي ضد الشركة، كما أشعل موجة غضب بين جمهور الفريق، ليتحول الإعلان إلى قضية رأي عام داخل الأوساط الرياضية في مصر.
ومع تصاعد ردود الفعل، دخل رجل الأعمال المصري المعروف نجيب ساويرس على الخط، بتعليق ساخر أثار تفاعلاً واسعاً على المنصات الرقمية، ليعيد الجدل إلى الواجهة من جديد ويعكس حساسية التنافس التاريخي بين قطبي الكرة المصرية، الأهلي والزمالك.
تفاصيل الإعلان المثير للجدل
بثت شركة الاتصالات إعلانًا ترويجياً للنادي الأهلي عبر صفحاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، يتضمن أغنية جديدة مع لقطات تمثيلية، كان من بينها مشهد لشخص يرتدي ملابس بيضاء بالمقلوب، ويعاني من حالة نفسية، بينما تقف خلفه سيارة إسعاف بتصميم لونه مشابه إلى حد بعيد لألوان نادي الزمالك.
هذا المشهد أثار حفيظة جماهير الزمالك، الذين اعتبروا أنه يحمل إيحاءً صريحًا بأن جماهير النادي الأبيض تعاني من اضطرابات نفسية، خاصة في ظل التنافس الحاد بين الناديين في السنوات الأخيرة. ورغم أن الشركة لم تصرح صراحة بأي إساءة، فإن التلميحات الرمزية كانت كافية لإشعال الغضب في صفوف جماهير الزمالك.
رد فعل نادي الزمالك
سرعان ما أصدر نادي الزمالك بيانًا رسميًا أعلن فيه اتخاذ خطوات قانونية ضد شركة الاتصالات، مشيرًا إلى أنه تقدم ببلاغ رسمي إلى القضاء المصري يتهم فيه الشركة بالإساءة للنادي وتشويه سمعته بشكل غير مباشر كما دعا عدد من نجوم الزمالك السابقين إلى مقاطعة الشركة نهائيًا، في خطوة تضامنية مع النادي وجماهيره.
وأكدت إدارة الزمالك أن النادي لن يقبل بأي محاولة للتقليل من مكانته أو الإساءة إلى شعاره وجماهيره، وطالب الجهات المسؤولة بالتدخل لوقف مثل هذه الممارسات التي من شأنها إشعال الفتنة بين الجماهير الرياضية.
بيان الشركة الراعية للأهلي
أمام تصاعد الأزمة، سارعت شركة الاتصالات إلى إصدار بيان رسمي توضيحي، أكدت فيه احترامها الكامل لكافة الأندية والمؤسسات الرياضية في مصروقالت الشركة إنها لم تكن تقصد بأي حال من الأحوال الإساءة لأي جهة، مشيرة إلى أن الإعلان تم سحبه من منصاتها حرصاً منها على تجنب أي خلاف أو سوء تفاهم.
وأضاف البيان أن الشركة تؤمن بأهمية دعم الرياضة المصرية بكل حيادية، وأن الإعلان كان يهدف فقط إلى الاحتفال بجمهور الأهلي بطريقة فنية دون التعرض لأي نادٍ آخر.
ساويرس يدخل على الخط
وسط حالة التوتر والاحتقان، جاء تعليق رجل الأعمال نجيب ساويرس ليضيف بُعدًا مختلفًا للأزمة وكتب ساويرس على حسابه الرسمي عبر "إكس" (تويتر سابقاً):"إعلان جميل وأغنية حلوة.. لا أرى سبباً للمنع إلا إذا غضب الزملكاوية"، في إشارة ساخرة إلى ردود الفعل الغاضبة من جماهير الزمالك.
وأضاف في تعليق آخر: "سأطلب عمل أغنية مضادة ويبقى تعادل من غير خصم نقاط"، في محاولة لمزج السخرية بالدعابة، بهدف تهدئة الأجواء ولكن بأسلوبه المعروف بالمزاح.
وقد أثار تعليق ساويرس تفاعلاً واسعاً، ما بين من رآه طريفًا ويعكس خفة دم، ومن اعتبره مستفزًا في توقيت حساس زادت فيه حدة التوتر بين جماهير الفريقين.
انقسام الجماهير على مواقع التواصل
تحولت الأزمة إلى تريند على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تصدرت وسوم مثل #إعلان_الأهلي و#إهانة_الزمالك قائمة الأكثر تداولاً في مصر وبينما دافع مشجعو الأهلي عن الإعلان باعتباره احتفالًا لا أكثر بناديهم، أكد مشجعو الزمالك أن الإعلان لم يكن بريئًا، وأن توقيته وطريقة عرضه تعكسان نية واضحة في السخرية من ناديهم.
واتسعت دائرة الجدل لتشمل نقاشات حول مسؤولية الشركات الراعية في احترام مشاعر جماهير الفرق المختلفة، خاصة في بلد مثل مصر، حيث تتمتع كرة القدم بشعبية جارفة، ويُعد الانتماء الكروي جزءًا أصيلاً من الهوية الاجتماعية والثقافية.
خاتمة: رياضة أم فتنة جماهيرية؟
تسلط هذه الواقعة الضوء على هشاشة العلاقة بين الرياضة والإعلام في مصر، خصوصًا في ظل التنافس الكروي الحاد بين الأهلي والزمالك وبينما يرى البعض أن الإعلان لم يتجاوز حدود الدعابة، يؤكد آخرون أنه تجاوز الخطوط الحمراء.
وتبقى المسؤولية الأكبر على عاتق الشركات الراعية والمؤسسات الإعلامية، التي يجب أن تضع في اعتبارها الأثر النفسي والاجتماعي لمحتواها، خاصة في بيئة جماهيرية مشحونة مثل كرة القدم المصرية.