في زمن تتسارع فيه الموضة وتزداد فيه الضغوط المجتمعية على المرأة لتتبنّى أنماطًا معينة من الجمال، تأتي تصريحات الفنانة المصرية ياسمين صبري لتعيد التأكيد على أن الأناقة لا تُقاس باتباع الصيحات، بل بالتعبير عن الذات والهوية ففي مقابلة مع برنامج "ET بالعربي"، فتحت ياسمين حديثًا صريحًا عن الجمال، والأنوثة، والهوية، وكيف تنظر إلى الأناقة باعتبارها وسيلة للتمكين، لا وسيلة للذوبان في القوالب الجاهزة.
ياسمين صبري: الأناقة انعكاس للهوية وليست تنازلًا عنها
أوضحت ياسمين صبري أن الكثير من النساء يعتقدن خطأً أن الأناقة تعني التخلي عن الذات أو التماهي مع معايير خارجية مفروضة، في حين أن الحقيقة مغايرة تمامًا وقالت:
"الأناقة مش معناها أغير من نفسي عشان الموضة... اللبس يعكس الشخصية والهوية، وكل ست لازم تلبس اللي يليق بيها ويبرز جمالها".
تؤمن ياسمين بأن لكل امرأة خصوصيتها، وأن "الستايل" يجب أن يكون امتدادًا لشخصيتها، لا مجرد تقليد لما هو شائع أو مطلوب فهي ترفض الخضوع لضغوط "الترند"، وتشجع النساء على أن يكن وفيات لذواتهن، لا لما يُطلب منهنّ خارجيًا.
اللون والملامح جزء من التميز
في حديثها، ألقت الفنانة الضوء أيضًا على قضية الجمال الطبيعي وتناسب الألوان مع البشرة والملامح، مشيرة إلى أن كل امرأة لها "لون وبشرة تليق بيها" من هنا، ترفض ياسمين فكرة أن جميع النساء يجب أن يتبعن نفس النمط أو اللون أو حتى طريقة اللبس بل تدعو إلى أن تبحث كل واحدة عن ما يليق بها شخصيًا، لا ما يُملى عليها باعتباره الجميل أو الأنيق.
الأنوثة سلوك وليست مظهرًا فقط
ربما كان أحد أكثر التصريحات قوة في المقابلة هو حديثها عن الأنوثة إذ فرقت بين الشكل الخارجي والسلوك، معتبرة أن الأنوثة الحقيقية لا تظهر في المظهر فقط بل في الأفعال، واللباقة، والتعامل، والثقة بالنفس.
قالت ياسمين:"الأنوثة مش بالكلام، ولا بالشكل بس... الأنوثة لازم تبان في التصرفات، والحمد لله باعتبر نفسي قادرة أحقق ده".
بهذا التصريح، تبدد الفنانة الشائع بين كثيرين بأن الأنوثة هي مظهر ناعم فقط أو نغمة صوت هادئة، لتؤكد أن الأنوثة مزيج من القوة والنعومة، والسلوك هو العنصر الأهم.
الثبات على المبدأ في عالم الموضة
رغم شهرتها كرمز من رموز الأناقة والجمال في العالم العربي، أكدت ياسمين صبري أنها لا تلهث وراء التغيير الشكلي لمجرد مواكبة الموضة ففي فعاليات كثيرة، مثل ختام أحد المهرجانات العالمية، اختارت أن تظهر بشكل يعكس شخصيتها وهويتها، وليس فقط ما هو مطلوب منها كنجمة.
قالت في هذا السياق إنها لا تُغير لون شعرها، ولا تختار الملابس لمجرد كونها مواكبة، بل تسعى لأن تكون "نموذجًا للمرأة العربية التي تحتفظ بشخصيتها وتفردها".
المرأة لا تحتاج لمن يعرفها بالجمال
في ختام المقابلة، وجهت ياسمين رسالة مهمة ومباشرة إلى النساء، حين أكدت أن المرأة جميلة بطبيعتها ولا تحتاج إلى أحد ليمنحها تلك الصفة بل يجب أن تعمل وتجتهد وتثبت كفاءتها لتكون نموذجًا يحتذى به، مشيرة إلى أن العمل والإصرار هما المفاتيح الحقيقية لتحقيق النجاح والتأثير.
وقالت:"المرأة جميلة ولا تحتاج إلى نصائح، ولكن تحتاج إلى أن تثبت نفسها وتعمل على تحقيق كفاءتها".
من خلال هذه التصريحات، تقدم ياسمين صبري صورة مغايرة عن مفهوم الأناقة والجمال في عالم يفرض على المرأة تعريفات جاهزة ومقاييس خارجية صارمة فهي تدعو المرأة لأن تكون مرآة لنفسها لا لغيرها، وأن ترى في ملابسها وشكلها فرصة للتعبير عن شخصيتها، لا وسيلة لتغييبها.
إن ما يميز هذا الطرح ليس فقط صدقه، بل توقيته، حيث تزداد الحاجة إلى أصوات نسائية تؤكد على أن الثقة بالنفس والتعبير عن الهوية هما جوهر الجمال الحقيقي، وأن الأنوثة ليست فقط فيما يرى، بل فيما يفعل ويحس.