في واقعة جديدة تضع العلاقة بين الإعلام الرياضي والجماهير تحت المجهر، وجد الإعلامي إبراهيم فايق نفسه وسط عاصفة من الجدل، بعدما اتُّهِم بوقوعه في "سقطة إعلامية" خلال برنامجه "الكورة مع فايق" الذي يعرض على قناة "أون تايم سبورتس".
السبب؟ جملة قالها أثناء الحديث عن استعدادات الأهلي لمباراة فاركو المرتقبة، جاء فيها "لو خسر الأهلي لا قدر الله، سيتم الإعلان عن اسم المدرب الجديد"
التعبير الذي يبدو عاديًا في لغة الرياضة، فسّره أحد مستخدمي منصة "إكس" على أنه يحمل تحيزًا مبطنًا للنادي الأهلي، معتبرًا أن استخدام عبارة "لا قدر الله" يكشف عن تمنٍّ ضمني بعدم خسارة الفريق، مما يتنافى بحسب رأيه مع الحياد الإعلامي المطلوب.
إبراهيم فايق، الذي لطالما عُرف بردوده المباشرة، لم يتردد في الرد على الاتهام. كتب عبر "إكس": "أيه السقطة في كده؟ هو للدرجة دي مش لاقي حاجة تضيع فيها وقتك؟!!"
وأضاف موضحًا أنه كان يتحدث عن خبر موجه بالأساس إلى جماهير الأهلي، ومن الطبيعي أن يصيغ حديثه بما يتناسب مع الجمهور المتلقي: "أنا بقول خبر عن الأهلي ولجمهور الأهلي، وكلامي واضح.. مش بسبق، ومش بتمنى خسارة لأي فريق.. دي كلمة دارجة بقولها دايمًا في سياقات شبيهة".
وختم تعليقه بنبرة حادة تحمل بعض السخرية: "كبر دماغك شوية يا أبو حمزة.. خليك راجل تقيل كده"
بعيدًا عن الجملة بذاتها، تشير هذه الواقعة إلى جدلية أعمق تتعلق بمدى حساسية الجماهير تجاه لغة الخطاب الرياضي، خاصة عندما يكون الحديث عن أندية بحجم الأهلي أو الزمالك.
الإعلام الرياضي في مصر وربما في العالم العربي كله يعيش حالة ضغط دائم من جماهير الأندية التي باتت تراقب كل تعبير، وتحلله بناء على انتمائها لا على سياقه المهني. ومع صعود المنصات الرقمية، أصبح كل إعلامي في مواجهة مباشرة مع جمهوره، وقد يتحول تعليق عابر إلى قضية رأي عام، كما حدث في حالة فايق.
الموسم الكروي الحالي يزيد من التوتر، حيث تتنافس الأندية على اللقب وسط تقارب النقاط والتصريحات النارية الأهلي يدخل الجولة الأخيرة متصدرًا بـ55 نقطة، ويواجه فاركو في مباراة مصيرية، فيما يلاحقه بيراميدز بـ53 نقطة ويأمل في تعثر الأحمر أمام فريق المدرب طارق العشري.
وما يزيد من تعقيد الأمور هو وجود قضايا قانونية منظورة، أبرزها شكوى بيراميدز ضد الأهلي لدى المحكمة الرياضية الدولية، بعد أزمة مباراة القمة المؤجلة، ما جعل الإعلام جزءًا من ساحة المعركة غير المباشرة بين الأندية.