مع صافرة نهاية مباراة النصر والفتح في الجولة الأخيرة من الدوري السعودي، لم ينتهِ فقط موسم "العالمي"، بل ربما انتهت معه قصة النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو مع الفريق، أو على الأقل هذا ما بدأ يشعر به كثير من المتابعين بعد التصريحات والإشارات المتتالية حول مستقبل اللاعب.

 

في وقت لا يزال فيه الصمت الرسمي يلف إدارة نادي النصر، خرج الصحفي الموثوق فابريزيو رومانو، المختص في سوق الانتقالات، ليكشف عن تفاصيل جديدة حول مستقبل رونالدو، بين احتمالات الرحيل، أو البقاء بشروط، أو حتى خوض تجربة جديدة داخل السعودية.

 

كانت رسالة كريستيانو رونالدو عبر حسابه على منصة "إكس" كافية لإشعال الجدل، حين كتب: "الفصل انتهى، أما القصة لا تزال تكتب، ممتن للجميع" البعض قرأها كـ وداع رسمي لجماهير النصر، بينما رآها آخرون مجرد ختام لموسم طويل وشاق، دون الإشارة لرحيله المؤكد.

 

لكن التوقيت الحساس لهذه الرسالة – بعد خسارة الفريق أمام الفتح بنتيجة 3-2 وضياع فرصة التأهل لدوري أبطال آسيا للنخبة – جعل التفسير الأول أكثر ترجيحًا، خصوصًا مع انتهاء عقده رسميًا عقب المباراة دون أي إعلان فوري عن التجديد.

 

في مداخلة عبر قناته على "يوتيوب"، قال فابريزيو رومانو إن كريستيانو رونالدو، رغم كل شيء، لا يزال مستعدًا للبقاء في النصر، لكنه وضع شرطًا واضحًا: "مشروع مختلف تمامًا".

 

رونالدو، بحسب رومانو، يريد المنافسة على البطولات، وليس فقط تسجيل الأهداف أو تحطيم الأرقام. عقليته لم تتغير رغم بلوغه 39 عامًا، إذ لا يزال يبحث عن التتويج والانتصارات، وهي عناصر لم يجدها كثيرًا في النصر خلال الموسم الماضي.

 

النجم البرتغالي سجّل هذا الموسم 25 هدفًا في الدوري السعودي وتصدر قائمة الهدافين، كما قاد الفريق إلى نصف نهائي دوري أبطال آسيا، لكن الفريق خرج خالي الوفاض من البطولات، وهو ما لا يتناسب مع تطلعات لاعب بحجم رونالدو.

 

رومانو أكد أن مستقبل كريستيانو لا يزال مفتوحًا على عدة احتمالات، أبرزها:

 

  • الاستمرار مع النصر: لكن بشرط أن يقدم النادي مشروعًا فنيًا جديًا قادرًا على جلب البطولات، وليس الاكتفاء بالمنافسة.
  • الانتقال إلى نادٍ سعودي آخر: وقد تزايدت التكهنات بشأن انتقاله إلى الهلال السعودي، خصوصًا مع اقتراب كأس العالم للأندية 2025، وهي بطولة يسعى الهلال للتألق فيها.
  • العودة إلى أوروبا: ورغم أنها أقل ترجيحًا بسبب عامل السن والراتب، فإنها تبقى قائمة إذا ما جاءت بعرض مناسب يتضمن الطموحات التنافسية التي يطلبها.

 

اسم الهلال عاد بقوة إلى واجهة الأخبار مع اقتراب كأس العالم للأندية، التي ستقام في الفترة بين 15 يونيو و13 يوليو 2025 وبحسب لوائح البطولة، فإن فترة انتقالات قصيرة ستمتد من 1 إلى 10 يونيو، تتيح للأندية المتأهلة ضم لاعبين جدد.

 

وجود رونالدو مع الهلال في هذه البطولة الكبرى قد يكون سيناريو تسويقي وفني مغرٍ للطرفين، خصوصًا إذا لم يجد في النصر ما يتوافق مع طموحاته، أو إذا قررت إدارة الهلال المضي قدمًا في بناء فريق الأحلام.

 

منذ قدومه إلى النصر في شتاء 2022-2023 قادمًا من مانشستر يونايتد، لم يكن رونالدو مجرد لاعب يسجل الأهداف لقد أحدث ثورة تسويقية وإعلامية في الدوري السعودي، حيث ارتفعت نسب المشاهدة، وتضاعفت القيمة التسويقية للبطولة، وبدأت الأندية السعودية تستقطب نجومًا عالميين بفضل هذا التأثير.