أعرب طارق يحيى نجم الزمالك السابق عن استيائه الشديد من الوضع الحالي لكرة القدم المصرية، مشيرًا إلى وجود خلل كبير في الإدارة والتنظيم داخل المنظومة الكروية جاء ذلك خلال تصريحات أدلى بها في برنامج "لعبة والتانية" عبر ميجا إف إم، مع الإعلامي كريم رمزي، حيث انتقد طريقة التعامل مع الأزمات، وعلى رأسها أزمة مباراة القمة الأخيرة وقرار خصم ثلاث نقاط فقط من الأهلي.

 

أكد يحيى أن ما يراه في الدوري المصري لا يشبه أي شيء شاهده في الدوريات التي عمل بها سابقًا، معبرًا عن استغرابه من "العوار" المنتشر في كل تفاصيل اللعبة، ووصف المشهد بـ"سمك لبن تمر هندي"، في إشارة إلى الفوضى والخلط وعدم الاتساق في العمل.

 

وشدد طارق يحيى على ضرورة أن يكون هناك أشخاص فاهمون لكرة القدم يديرون اللعبة في مصر، معتبراً أن هذا ليس عيبًا بل ضرورة للحفاظ على سمعة اللعبة وتطويرها وأوضح أن الاختلافات والصراعات التي يشهدها الوسط الكروي في مصر نادرة في أي مكان آخر في العالم، وأنها تؤثر بشكل سلبي على صورة الكرة المصرية عالميًا، مضيفًا أن رابطة الأندية تتحمل جزءًا من المسؤولية في تشويه هذه الصورة.

 

أما عن نادي الزمالك، فأشار يحيى إلى أن الفريق يعاني من نقص في النظام الإداري والاحترافي، مطالبًا بضرورة توافر أشخاص لديهم حس المسؤولية والاهتمام بمصلحة النادي على المدى الطويل.

 

وأبدى تفهمه للوضع المالي الذي يمر به مجلس إدارة الزمالك، لكنه شدد على أن ذلك لا يجب أن يكون عذرًا أمام تراجع الأداء والفشل في التعاقدات القوية التي تعزز الفريق وتعيده إلى المنافسة بشكل قوي.

 

وأشار إلى أن سمعة الزمالك في الاتحاد الدولي "فيفا" قد تأثرت سلبًا خلال الفترة الأخيرة، ما يستدعي وقفة حقيقية من المجلس لتصحيح الأوضاع.

 

كما حث إدارة الزمالك على النظر إلى نادي الأهلي كنموذج، خاصة في ملف التعاقدات الناجحة التي أجراها النادي الأحمر، مثل التعاقد مع نجوم بحجم تريزيجيه وحمدي فتحي وزيزو، مما أعطاهم قوة ومتانة في الموسم الحالي.

 

وبخصوص المنافسة على لقب الدوري المصري الممتاز، عبر طارق يحيى عن اعتقاده بأن الأهلي هو الأقرب لحسم اللقب لصالحه في مواجهة بيراميدز، مستندًا إلى قوة الفريق الأحمر وتجربة لاعبيه بالإضافة إلى عمق التشكيلة التي يمتلكها.

 

تأتي تصريحات يحيى في وقت تشهد فيه كرة القدم المصرية العديد من المشاكل على صعيد التنظيم والإدارة، مما يعكس الحاجة الملحة إلى إعادة هيكلة وتطوير منظومة اللعبة، خاصة وأن مصر تمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة وتاريخًا كرويًا عريقًا يتطلب الحفاظ عليه وتعزيزه.

 

وفي النهاية، يظل طارق يحيى من الأصوات التي تدعو إلى التغيير الجذري في الكرة المصرية، مؤمنًا بأن النجاح الرياضي لا يمكن أن يتحقق إلا بوجود إدارة قوية ومنظمة، تحترم مصلحة الأندية والجماهير وتضع مصلحة الكرة المصرية فوق كل اعتبار.