لم تكن عودة محمد يوسف إلى النادي الأهلي في منصب المدير الرياضي مجرد إجراء إداري عابر، بل جاءت في توقيت دقيق يشهد تحولات كبيرة على المستويين الفني والتنظيمي داخل النادي، حيث تسعى الإدارة إلى تدشين مرحلة جديدة تعزز من استقرار الفريق وتحافظ على مكانته كأحد أعرق الأندية في القارة الإفريقية.

 

محمد يوسف يعيد رسم ملامح الأهلي من موقع المدير الرياضي: رؤية جديدة وتحديات واعدة

منذ توليه المسؤولية، أظهر محمد يوسف فهمًا عميقًا لمتطلبات المنصب، مؤكّدًا أن دوره الجديد يتجاوز العمل الإداري التقليدي ليشمل التنسيق الفني المستمر مع الجهاز الفني والإدارة التنفيذية.

 

وأوضح يوسف أن تعاونه مع الكابتن محمود الخطيب، رئيس النادي، كان حاسمًا في تشكيل الجهاز الفني المؤقت بقيادة عماد النحاس، وهي الخطوة التي مهّدت الطريق نحو حسم لقب الدوري المصري في الموسم المنصرم.

 

يرى يوسف أن "الأهلي لا يخاف من الظروف الصعبة"، مشددًا على أن شخصية الفريق وقدرته على التعامل مع التحديات هي ما تميز النادي، وتجعله دومًا في المقدمة، مهما كانت قوة المنافسين أو فارق النقاط.

 

خوسيه ريفيرو: خيار مدروس لمستقبل الأهلي

وعن المدير الفني الجديد، قال يوسف إن اختيار الإسباني خوسيه ريفيرو جاء بعد دراسة شاملة، مشيرًا إلى أن المدرب أبدى إعجابًا كبيرًا بالبنية التحتية في النادي وبتجهيزات جهاز الكرة، وهو ما يعزز فرص النجاح في تجربته الجديدة.

 

ويعمل ريفيرو حاليًا، بحسب يوسف، على استكمال جهازه الفني، مع ترجيح الاستعانة ببعض الكفاءات المصرية لضمان تناغم ثقافي وفني يساعد في تسريع عملية التأقلم وتحقيق الأهداف المرسومة.

 

أما بشأن الاستعداد لـ كأس العالم للأندية، فقد أكد يوسف أن المدرب الإسباني لم يحدد بعد شكل القائمة النهائية، وأن عملية التقييم الفني للاعبين لا تزال قائمة وستُحسم قريبًا بما يخدم الطموحات القارية.

 

ملفات اللاعبين: بين التجديد والرحيل والتكريم

أشار محمد يوسف إلى أن الجهاز الفني والإداري يعمل حاليًا على حسم عدد من الملفات المهمة، وعلى رأسها مستقبل نجوم الفريق الكبار مثل علي معلول وعمرو السولية، إضافة إلى أليو ديانغ وأحمد عبد القادر، مؤكدًا أن القرارات في هذا الشأن ستراعي الجوانب الفنية والمادية معًا.

 

وأكد يوسف تمسّك الأهلي بالحارس الواعد مصطفى شوبير، واصفًا إياه بأنه من العناصر المهمة في مشروع النادي المستقبلي، كما أعلن عن قرار إداري بتكريم الراحلين عن الفريق خلال الفترة الأخيرة، وفي مقدمتهم مدرب الحراس البلجيكي ميشيل يانكون، وذلك تقديرًا لما قدموه من تفانٍ خلال فترة عملهم.

 

رامي ربيعة وحمزة علاء.. احتراف ومغادرة بشروط

تحدث يوسف أيضًا عن تفاصيل رحيل رامي ربيعة، الذي لم يتمكن من التوصل إلى اتفاق لتجديد عقده مع الأهلي بسبب مطالب مالية فاقت السقف المحدد من الإدارة، وهو ما جعل التفاوض ينتهي بالانفصال الودي.

 

وفي سياق موازٍ، وافق الأهلي على طلب الحارس الشاب حمزة علاء بخوض تجربة احترافية في أوروبا، دعمًا لطموحه الشخصي، ولإيمان النادي بأهمية دعم المواهب الشابة في اتخاذ خطوات كبيرة على المستوى المهني.

 

بايرن ميونخ يطرق أبواب الناشئين

وفي خبر يبرز مدى تطور قطاع الناشئين في النادي، كشف يوسف عن تلقي حمزة عبد الكريم، أحد أبرز اللاعبين الصاعدين، عرض معايشة رسميًا من نادي بايرن ميونخ الألماني.


هذه الخطوة، بحسب يوسف، تؤكد أن استراتيجية الأهلي في تطوير المواهب الصغيرة باتت تؤتي ثمارها على المستوى العالمي، وتعكس صورة إيجابية عن قدرة النادي على تصدير نجوم المستقبل لأكبر الأندية الأوروبية.

 

التحدي الحقيقي يبدأ الآن

بقبوله منصب المدير الرياضي، يبدو أن محمد يوسف يخوض مرحلة مختلفة من مسيرته مع الأهلي، تقتضي منه ليس فقط الإشراف على التفاصيل الفنية، بل أيضًا صياغة إستراتيجية مستقبلية متكاملة تتعامل مع تحديات السوق، طموحات الجماهير، وضغوط البطولات المحلية والقارية.

 

الأهلي، كما يراه يوسف، "نادٍ لا يُبنى من مباراة أو موسم"، بل هو كيان يتطلب رؤية طويلة الأمد، ورجالًا يؤمنون بالمشروع أكثر من الأضواء والواقع يشير إلى أن الإدارة الجديدة تسير على هذا النهج، بخطى واثقة نحو مرحلة انتقالية، تسعى خلالها للدمج بين إرث الماضي وتحديات الحاضر، وطموحات المستقبل.

 

في هذا الإطار، يمكن القول إن التحدي الأكبر أمام يوسف وفريقه هو الحفاظ على هوية الأهلي مع التجديد الذكي والمدروس، وهو ما سيُظهره موسم 2025-2026 بكل تأكيد.